ما هي أهم الأمثلة على الإعجاز الغيبي في الحاضر؟

حياك الله السائل الكريم، ونسأل الله العظيمَ أن يجزيَكَ خير الجزاء على اهتمامكَ بالعلم ويتقبل منك، بدايةً السائل الكريم العم أنَّ إعجاز الغيبِ الحاضرِ هو أحد أقسام الإعجاز الغيبي؛ إذ إنَّ الإعجاز الغَيبي في القرآنِ الكريمِ ينقسمُ إلى ثلاثِ أقسام، وهي ^[١] :

1. إعجازُ الغيبِ في الماضي، كإخبار القرآن أخبار أهل الكهف وغيرهم.
2. إعجاز الغَيبِ في الحاضر، كما سنوضّح لاحقاً.
3. إعجازُ الغيب في المستقبل، كإخبار القرآن الكريم بأحداث اليوم الآخر.

وأخبارَ الأممِ السابقةِ تندرجُ تحت إعجاز الغيب الماضي، وليس الحاضر؛ إذ إنَّ الغيب الحاضرِ يكون بعلمِ ما يحدث في الزمن الحاضرِ بمكانٍ آخر لا بما حدث بالزمنِ الماضي، وإليكَ بعض الأمثلةِ عليه:

1. إخبار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالقادة الثلاثة الذين استشهدوا في غزوة مؤتة أثناء الغزوة وهو جالسٌ في المدينة المنورة بين أصحابه.
2. إخبار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صحابته الكرام بأمر حاطبٍ بن أبي بَلتعة، عندما أرسل مع الجارية رسالةً إلى مُشركي مكّة يُخبرهم بأنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قد عزم على فتح مكة.
3. إخبار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صحابته الكرام عن موت النّجاشي ملك الحبشة.

وهذه الأمثلة كلّها من السنة النبوية المُطهرةِ لا من القرآن الكريمِ، أمَّا إذا أردتَ مثالًا على غيبِ الحاضر من القرآنِ الكريمِ بالتحديدِ، فيُمكن التمثيلُ عليه بإخبارِ نبيِّ الله يوسف -عليه السلام- السُّجناءَ بنوعِ الطعامِ الذي سيُقدَّم لهم.

وقد جاء ذلك في قول الله -تعالى- على لسان نبيِّه: (قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيَكُمَا ذَٰلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ). "يوسف: 37"

والله تعالى أعلم.