قبل يومين قرأت مقالًا يتحدث عن مفهوم الإعجاز الغيبي، وأنه يتضمن الحديث عن غيبيات الماضي، والحاضر أو المستقبل، فهل هناك أمثلة على الإعجاز الغيبي في المستقبل في القرآن؟
1
قبل يومين قرأت مقالًا يتحدث عن مفهوم الإعجاز الغيبي، وأنه يتضمن الحديث عن غيبيات الماضي، والحاضر أو المستقبل، فهل هناك أمثلة على الإعجاز الغيبي في المستقبل في القرآن؟
1
1
حياك الله السائل الكريم، الإعجاز الغيبي في القرآن يُقصَد به: إخبار القرآن عن أحداث، أو أمور لم يطّلع عليها الذين نزل عليهم القرآن، ولم يكن لهم سبيل لمعرفتها إلا بخبر القرآن، ويكون هذا الخبر مطابقاً للواقع، سواءً الماضي أو اللاحق، وقد يكون الإخبار عن وقوع شيء في المستقبل، فيقع كما أخبر القرآن أوضح في الإعجاز، وأبلغ في التأثير على النفس، وأجلى دلالة، على صدق الخبر والمُخبِر.
ومن أمثلة هذا الأعجاز الغيبي الذي كان مستقبلاً بالنسبة لمن نزل عليهم القرآن ما يأتي:
هذه الآيات نزلت كما أخبر المفسرون، وكما جاء في الحديث بعد هزيمة الروم على يد الفرس وذلك أيام الدعوة المكية، حيث كان الفرس عُبّاد نارٍ بينما الروم أهل كتاب، ففرح كفار قريش واستبشروا بظهورهم على المسلمين كما ظهرت الفرس على الروم.
بعد ذلك أنزل الله هذه الآيات يخبر فيها بأنّه كما هُزِمت الروم فإنهم سيحاربون الفرس مرة أخرى، ويظهرون عليهم، ويغلبونهم، وذلك في بضعِ سنين، والبِضع في لغة العرب من 3 إلى 9 سنوات، وقد صار هذا الخبر القرآني تحدياً بين قريش والمسلمين حتى إنّ أبا بكر راهن المشركين على ظهور الروم وانتصارهم.
ولما فرحت قريش بانتصار الفرس أخبر أبو بكر الصدّيق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بذلك، فأنزل الله هذه الآيات، وأخبر رسول الله أبا بكر أنّ الروم ستظهر في بضع سنين، فتحدّى أبو بكرٍ كفار قريش بذلك، فقالوا: اجعل بيننا وبينك مدة من الأجل إذا ظهرت فيها الروم أعطوه مبلغاً معيناً، وإنْ لم تظهر أعطاهم هو المبلغ.
واتفقوا على انتظار خمس سنين، فمضت الخمس ولم تظهر الروم، فلما رجع أبو بكر للرسول نبّهه -عليه الصلاة والسلام- أنّ الله -عزّ وجلّ- قال: "بضع" والبضع إلى ما دون العشر سنوات، وطلب منه أن يزيد في الأجل ويزيد في مبلغ الرهان في المقابل، فكان ذلك ووقع ما أخبر به القرآن بعد ذلك.
وقع ما أخبر به القرآن في السنة الثانية للهجرة، انتصر الروم على الفرس وأخروجهم من بلاد الشام، وهزموهم شرّ هزيمة، ومشى هرقل من حمص إلى بيت المقدس شكراً للرب في ظنّه على الانتصار.
نزلت هذه الآية في مكة والصحابة مستضعفون، ثم تحقق تأويلها بعد ذلك بسنوات لما هُزم جمع الكفار في بدر، وولَّوا الدبر كما جاء في تفسير ابن كثير رحمه الله: "عن عكرمة، قال: لما نزلت: (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ)، "سورة القمر: 45" قال عمر: أي جمع يهزم؟ أي جمع يغلب؟ قال عمر: فلما كان يوم بدر رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يثِب في الدرع، وهو يقول: (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ)، فعرفتُ تأويلها يومئذ".
ويجدر الإشارة إلى أنّ هناك الكثير من قبيل هذه الأمثلة، والتي تدلّ على عظمة إعجاز القرآن الكريم، وصدق نبوة الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-.
1
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.