ما هو الإعجاز البياني؟

حياك الله ، بداية إنّ القرآن الكريم هو معجزة النبي محمد-صلى الله عليه وسلم- التي يعجز عن الإتيان بمثله الناس جميعاً، وقد تحدّى الله به قريش، وهم أهل اللغة العربية، فما استطاعوا أن يأتوا بمثله، ولا بعشر آياتٍ، ولا حتّى آية واحدة، وهذا هو معنى الإعجاز، إنّه أمر خارق للعادة لا يأتي به إلا نبي مُؤيّد بالوحي، أمّا البيان فهو الفصاحة والبلاغة، وبيان القرآن واضح، فهو كتاب لا زيادة في حروفه ولا نقص.

والمستقرء لكلام الله -تعالى- يرى البيان والجمال في التعبير والصياغة، ويراه في تعدّد الأساليب، فمرةً يضرب مثلاً، ومرّة يَقصّ أحسن القَصَص، مرّة يُرغّب بالخير، ومرّة يُرهّب من الشرعندما يلزم التكرار والتوكيد يُكرّر، وإذا احتاج الموضوع للإيجاز والاختصار وجدت كلمات معدودة توفي الغرض وزيادة، إذ تجد اختيار كل لفظٍ بدقة؛ ليخاطبَ هذا الكتاب العَوام والعلماء، ويتلذّذ بتلاوته المسلمين وغيرهم.

وقد جاء في الرواية قول الوليد بن المغيرة وهو كافر عندما سمع القرآن: (ماذا أقولُ فواللهِ ما فيكم رجلٌ أعلمَ بالشِّعرِ منِّي، ولا برجزِه ولا بقصيدِه منِّي، ولا بأشعارِ الجنِّ، واللهِ ما يُشبهُ الَّذي يقولُ شيئًا من هذا، واللهِ إنَّ لقولِه لحلاوةً، وإنَّ عليه لطلاوةً، وإنَّه لمنيرٌ أعلاه مشرقٌ أسفلُه، وإنَّه ليعلو وما يُعلَى عليه، وإنَّه ليُحطِّمُ ما تحته). "أخرجه السيوطي، بإسناد صحيح على شرط الشيخين"

ومن الأمثلة على الإعجاز البياني في القرآن الكريم، على سبيل المثال لا الحصر ما يأتي:

1. في الكلمات، تجد مثلاً لكلمة سَنة دلالة مختلفة عن عام، وكلمة آية غير معجزة.
2. في ترابط الآيات مع بعضها، وانسجامها مع بعضها رغم تعدّد موضوعاتها.
3. في فواتح السور، سواءً الحروف المُقطّعة، أو غيرها.
4. في فواصل الآيات، فلا تجد فاصلة عند الوقوف عليها يختل المعنى.
5. في التقديم والتأخير، وأساليب اللغة مثل الحَصر والتوكيد.
6. تجده أيضاً في التّنقل بين الضمائر لِلَفت النظر واستحضار الذهن.