قرأت قبل أيام مقالاً يتحدث عن الإعجاز البياني وتناسب الآيات والسور وترابطها، وأريد أن أفهم الموضوع بشكل أفضل من خلال الأمثلة، فهل هناك أمثلة على الإعجاز البياني في تناسب الآيات والسور القرآنية؟
0
قرأت قبل أيام مقالاً يتحدث عن الإعجاز البياني وتناسب الآيات والسور وترابطها، وأريد أن أفهم الموضوع بشكل أفضل من خلال الأمثلة، فهل هناك أمثلة على الإعجاز البياني في تناسب الآيات والسور القرآنية؟
0
0
حياك الله، إنّ للإعجاز البياني في القرآن الكريم وجوهاً مُتعدّدة، ومن هذه الوجوه التناسب بين الآيات والسور، وهو علم المُناسبات الذي يحتاج إلى فهمٍ دقيق للآيات والسور القرآنية، واستنباط العلاقات بين الآيات في السورة الواحدة وبين السور، وقد نزل القرآن الكريم مُتفرّقاً على ترتيبٍ مُختلفٍ عمّا أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بترتيبه، وهو التّرتيب الذي نعرفه الآن في المصاحف.
وما إن اكتمل نزول القرآن الكريم حتى ظهر هذا التناسق والترابط الحكيم بين آياته وسوره، وكأنّه نزل بهذا الترتيب، وهذا إعجاز آخر يدلّ على أنّه نزل من لدنْ حكيم خبير -سبحانه-. وسنعرض لكَ بعض أمثلة التّناسب بين الآيات والسور ضِمن المَحاور الآتية:
أولاً: التناسُب بين الآيات داخل السّورة الواحدة:
وهذه سِمة مُطّردة في القرآن الكريم، حيث يُلاحَظ أنّ آيات السورة الواحدة وإن كَثُرتْ، ومواضيعها الدّاخلية وإن تَفرّعت، فإنّها تُعالج موضوعاً كُلّياً واحداً،
ومن أمثلة ذلك أنّ السور المكية تُعالج إجمالاً مواضيع العقيدة، فسورة النبأ والبالغ عدد آياتها أربعون آيةً، والتي تناولت مظاهر قدرة الله -تعالى-، وجزاء المؤمنين والكافرين، فإنّها تتحدّث إجمالاً عن اليوم الآخر.
ثانياً: التناسُب بين بداية السورة ونهايتها: حيث تبدأ السورة بموضوع مُعيّن ثم تَختتم به، ومن الأمثلة على ذلك:
التي تتحدّث عن صفات المؤمنين: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ)، "سورة المؤمنون: 1" وتختم السورة بالمُقابل لتُؤكّد معنى النجاح المُرتبط بالإيمان: (إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ). "سورة المؤمنون: 117"
حيث بدأت السورة في الحديث عن الابتلاء والجهاد في حياة المؤمن الذي يريد الجنة: (وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّـهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)، "سورة العنكبوت: آية 6" وختمت السورة بجزاء هذا الجهاد: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ). "سورة العنكبوت: آية 69"
ثالثاً: التناسب بين نهاية السورة وبداية السورة التي تليها: حيث تنتهي السورة بمعنى تبدأ به السّورة التالية، ومن أمثلة ذلك:
رابعاً: التناسب بين موضوعي السورتين المتتاليتين: حيث يُلاحظ ترابطٌ بين السورتين المُتتاليتيْن، فقد تُعالج السورتان موضوعاً واحداً، أو تكونان لوْحتين مُتقابلتين لموضوع واحد، ومن أمثلة ذلك:
سورة الأنفال التي تتحدّث عن الجهاد، وتخصّ أحداث غزوة بدر الكبرى، وهي الغزوة الأولى في عهد النّبي -صلى الله عليه وسلم-، وتتحدّث كذلك سورة التوبة عن الجهاد، وتخصّ غزوة تبوك، وهي الغزوة الأخيرة للنبي -صلى الله عليه وسلم-.
التقابُل بين سورتي نوح والجن المُتتاليتيْن، حيث تتحدّث الأولى عن أوّل رسول -عليه السلام- دعا قومه فترة طويلة، وعرض عليهم الآيات الكثيرة، فلم يستجب له إلّا القليل، في حين تتحدّث سورة الجنّ عن آخر رسول -صلى الله عليه وسلم-، سمع منه نفرٌ من غير البشر -الجن- بعض الآيات لفترة قصيرة فآمنوا وعادوا إلى قومهم مُنذرين.
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.