0

ما هي أمثلة الإعجاز في القرآن الكريم؟

السلام عليكم، قرأت قبل أسبوع مقالًا يتحدث عن الإعجار القرآني، وأنه يتصف بالكمال والإحكام والإتقان، وقد ذكر الكاتب أن الشواهد القرآنية على ذلك كثيرة، فما هي أمثلة الإعجاز في القرآن الكريم؟

17:34 25 نوفمبر 2021 4019 مشاهدة

0

إجابات الخبراء (1)

0

إجابة معتمدة
زكريا البلخي
زكريا البلخي . الشريعة
تم تدقيق الإجابة بواسطة هانئة سالمين 17:34 25 نوفمبر 2021

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، القرآن الكريم هو معجزة الله الخالدة لنبيه -صلى الله عليه وسلم-، وقد تحدى الله به جميع النّاس إلى يوم القيامة، قال -تعالى-: (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)، "سورة البقرة: 23"، وسأذكر لك أنواع الإعجاز القرآني وأمثلةً عليها فيما يأتي:


  1. الإعجاز البياني والبلاغي

يُقصد به قدرة القرآن على التعبير والبيان بأساليب وتراكيب خاصة لا تشبه أيّ نوعٍ من أنواع الكلام، وهو ما أقر به أرباب الفصاحة والبلاغة في الجاهلية؛ فقد تميز القرآن عن الشعر بوقعه السمعيّ، وفواصله، وثراء معانيه التي لا تنضب أسرارها.


وكل ذلك بمفرداتٍ قليلةٍ مختصرةٍ، كقوله -تعالى-: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ)، "سورة القصص: 7" فقد اشتملت الآية على أمرين، ونهييّن، وبشارتين.


  1. الإعجاز التاريخي والغيبي

هو ذكر القرآن للغيبيات التي لا يستطيع أحدٌ الجزم بتحققها، مثل ما ورد في سورة الروم، قال -تعالى-: (غُلِبَتِ الرُّومُ* فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ) "سورة النجم: 2-3"، وكذلك الحكم ببقاء أبي لهب على الكفر، وقد كان أمامه سنواتٌ من العمر ليُسلم، لكن إعجاز القرآن في إخباره عن الغيبيات هو الأصدق والأثبت، قال -تعالى- في سورة المسد (سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ)، "سورة المسد: 3" وقد مات أبو لهب بعد غزوة بدر دون أن يُسلم.


  1. الإعجاز التشريعي

المتعلق بالقوانين، والتشريعات الدقيقة المتكاملة التي يعجز كل خبراء القانون والاجتماع عن سن تشريعاتٍ دقيقةٍ مثلها؛ كالميراث، والأسرة، وأحكام الزواج، والطلاق، والرضاعة، والزكاة، والعقوبات وغيرها، قال -تعالى-: (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)، "المائدة:45".


  1. الاعجاز العددي

ويُقصد به اتفاق ورود كثيرٍ من الكلمات المتقابلة بأعدادٍ متناسبةٍ، وبعض الكلمات تكررت بأرقامٍ تتعلق باكتشافاتٍ حديثةٍ؛ فقد وردت كلمة الشهر 12 مرةً، ووردت كلمة اليوم 365 مرةً، وجاءت كلمة دنيا 115 مرةً، وكذلك كلمة آخرة 115 مرةً، وذُكرت كلمة إبليس 11 مرةً، وذكرت الاستعاذة 11 مرةً.


كما أن الوزن الذري للحديد ورقم سورة الحديد في القرآن هو 57، وعدد الإلكترونات في ذرة الحديد والآية التي ذُكر فيها الحديد في سورة الحديد ورقم الآية مع البسملة هو 26؛ وهو نفس العدد الذري للحديد.


  1. الاعجاز العلمي

وهو الباب الواسع الذي لا ينتهي ولا ينضب، فقد أورد علماء الإعجاز القرآني أمثلةً كثيرةً وافق فيها العلم إخبار القرآن في كثيرٍ من الآيات، ومنها ما يأتي:


  1. قوله -تعالى-: (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ* النَّجْمُ الثَّاقِبُ)، "الطارق: 1-3" وهذا ما اكتشفه علماء ناسا من أن لبعض النجوم أصواتاً ونبضاً يصدر عنها؛ بسبب انفجاراتٍ وإشعاعاتٍ تقع فيها.
  2. قوله -تعالى-: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ* ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ* ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ)، "المؤمنون: 12-14" فصَّل القرآن هذه المراحل على نحوٍ أذهل علماء الأجنة الذين تتبعوا خلق الجنين على المجهر.
  3. قوله -تعالى-: (وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، "النحل: 78" أفرد الله -تعالى- السمع؛ لأنّه لا يُعالج سوى الصوت، وجمع الأبصار، لكثرة ما تنظر إليه.
  4. قوله -تعالى-: (وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا)، "نوح: 16" فالقمر يستمد نوره من الشمس المسرجة.
  5. قوله -تعالى-: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ)، "النمل: 88" حركة الجبال مع دوران الأرض لم يكن أحدٌ يستطيع تفسيرها قديماً.
  6. قوله -تعالى-: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ* وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ)، "الواقعة: 75-76" بُعد النجوم عنا يجعلنا نرى موقعها الذي انتقلت منه قبل مئات السنين.
  7. قوله -تعالى-: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ* بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ)، "الرحمن: 19-20" أثبت العلم عدم اختلاط مياه البحار عند تلاقيها.
  8. قوله -تعالى-: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ)، "الأنبياء: 30" نظرية الانفجار العظيم تتطابق مع معنى هذه الآية، وانفصال مجرات الكون بالانفجار العظيم.
  9. قوله -تعالى-: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ)، "الذاريات: 47" أكد العالم إدوين هابل وغيره على البناء الهندسي للمجرات وتوسعها المستمر.
  10. قوله -تعالى-: (يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا)، "النور: 40" وهو ما رصدته الغواصات في أعماق البحار.
  11. قوله -تعالى-: (وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا )، "النبأ: 7" أثبت علم الزلازل أن طبقات الأرض ما كانت لتثبت لولا الجبال، فتبارك الله أحسن الخالقين.
  12. قوله -تعالى-: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ)، "الحجر: 22" فقد اكتشف العلم مؤخراً دور الرياح في نقل اللقاح بين النباتات.

0

لماذا كانت الإجابه غير مفيده
0/ 200
لقد تجاوزت الحد الأقصى من الحروف المسموحة
رجوع