1

ما هي أمثلة الإعجاز التشريعي في القرآن الكريم؟

سمعت قبل أسبوع درساً عن الحكمة من الإعجاز التشريعي، وعلاقته بالأحكام والتشريعات التي جاء الإسلام بها، وأريد أن أفهم الموضوع بشكل أوضح، فما هي أمثلة الإعجاز التشريعي في القرآن الكريم؟

11:13 30 نوفمبر 2021 8606 مشاهدة

1

إجابات الخبراء (1)

1

إجابة معتمدة
تسنيم أبو النادي
تسنيم أبو النادي . الشريعة
تم تدقيق الإجابة بواسطة ايناس مسلم 11:13 30 نوفمبر 2021

حيّاكَ الله -تعالى- السائل الكريم، لقد أنزل الله -سبحانه- القرآن الكريم؛ ليهديَ الناس للطريق المستقيم، عن طريق وضع أحكام وقوانين يسير عليها المسلم في حياته، وجاء القرآن بكلّ ما فيه من أحكام ليتحدّى به جميع القوانين الوَضعيّة من أن يأتوا بمِثل هذه الدِّقة والإحكام والسَّعة فيها، ويمكن القول بأنّ للإعجاز التشريعي ثلاثة جوانب، وهي:


  1. العبادات؛ كالزّكاة، والحج، والطهارة، والصلاة، وما إلى ذلك.
  2. المعاملات؛ أو ما يُعرف بالقانون المدني من بيع وإجارة وغيرها.
  3. الأحوال الشخصية؛ كالزّواج والطّلاق، ومنها التّشريعات التي تتّصل بالعقوبات أو ما يُعرف بالقانون الجِنائي.


وسنعرض لك أمثلة لفهم الإعجاز التشريعي في القرآن بشكل أوضح فيما يأتي:


  1. الزكاة

قال -تعالى-: (خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكّيهِم بِها)، "التوبة: 103" ففي الزكاة حدّد الله سبحانه نِسَب الزكاة، وروعِيَ في تحديدها مصالح المسلمين، سواءً أكانوا أغنياء أم فقراء، والحكمة من تشريعها حتى لا يشعر الغَنيّ بأنه أعلى من الفقير بامتلاكه للمال.


وكذلك حتى لا يشعر الفقير بحرجٍ في أخذه منه، فجنَّبَ الإسلام الفقراء الحرج في ذلك، فيُعطى دون أن يُكدِّره شيء، وظهرت روعة تشريع الزكاة في الإسلام؛ لكون المال المُزكّى ينبغي أن يكون نامياً ومُستثمراً في الواقع، فكل التفاصيل هذه تُبيّن عدالة الإسلام وإعجازه التشريعي.


  1. الإرث

قال تعالى: (لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا)، "النساء: 7" فقد وضع الإسلام قواعد للتّوريث، بيّنت مدى دِقة هذا الدّين في إعطاء كلّ ذي حق حقّه بمقدار معين حسب اتّصاله بالمُوَرِّث [١] .


وقد فصّل الميراث إلى وجوه عدة، يختلف فيها مقداره حسب الحالة، فالإرث في القَرابة يختلف عن النكاح أو عن الولاء، بالإضافة لعدم تفريقه بين الأولاد والإناث، فلم يخصّ الذكور دون الإناث، أو أحد الزوجين دون الآخر.


  1. الطلاق

قال الله تعالى: (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ)، "البقرة: 229" فالتشريع القرآني كان فيه بمنتهى الحِكمة والسمو، ففرَّق القرآن بين الطّلاق قبل الدخول وبعده، وجعل الطلاق بعِصمة الرجل؛ لكونه أحرص على إبقاء الحياة الزوجية من المرأة مع إمكانية جعله للمرأة ببعض الأحوال، بالإضافة لحقّ طلب الفسخ في حالات معينة.


وتندرج حِكم عديدة وراء جعل مُؤخّر وعدّة للزوجة، والحكمة كذلك في كونه مُفرَّقاً وعدم إتيانه دفعة واحدة، فكل هذا يدلّ على قوّة هذا التشريع وإلمامه بكافة التفاصيل التي قد يتعرض لها الإنسان في حياته.


  1. الدَّيْن

ففي آية الدين بسورة البقرة إعجاز تشريعي أيضاً؛ حيث دعا الإسلام لكتابة الدَّيْن والإشهاد عليه من قبل رجلين عَدْلين، أو بوجود رجل وامرأتين؛ للحفاظ على الحقوق، ولحكمٍ كثيرة تُراعي مصلحة كلّ شخص، ولأنّ مرور السنين قد يكون سبباً للنسيان، ولأنّ عدم توثيقه قد يؤدّي لنزاع وخصام بين المَدين والدّائن في غِنى عنه كلا الطّرفين.


وكل هذه التشريعات يرى فيها مُتأمِّلها عِظم هذا القرآن في وصفه لأدقّ الأحكام؛ للتسهيل على بني البشر في التعامل في حياتهم مع كافة الظروف التي قد يواجهونها في الحياة، ومن هنا يظهر عِظم هذا القرآن وإعجازه [٢] .

1

لماذا كانت الإجابه غير مفيده
0/ 200
لقد تجاوزت الحد الأقصى من الحروف المسموحة
رجوع