ما حكم الربا للمضطر؟

حيّاك المولى، وفرّج عنك. اعلم أخي السائل أنّ التعامل بالربا من الأمور التي شدّد الإسلام في النهي عنها، وفي بيان عقوبتها؛ وليس أبلغ من قوله -تعالى- في سورة البقرة دليلاً على ذلك، حيث قال -سبحانه-: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ* فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ...). [البقرة: 278-279]

إلا أنّ بعض أهل العلم أجازوا للمضطر أن يتعامل بالربا قياساً على أنواع المحرمات الأخرى؛ التي قد يلجأ إليها المسلم اضطراراً، ولكنّ الحاجة تقدّر بقدرها، إذ إنّ هؤلاء العلماء وضعوا عدداً من الضوابط والشروط الواجب توافرها لجواز التعامل بالربا للمضطر، نذكر منها:

1. أن تكون الضرورة قائمة في الوقت الذي يُراد به التعامل بالربا، لا أن يكون لأمر قد يحصل في المستقبل.
2. أن يستنفذ المسلم جميع الحلول الممكنة والمشروعة قبل الإقدام على التعامل بالربا، كالاقتراض من جمعيات أو هيئات أو أشخاص لا يتعاملون بالربا، أو يُمهلون المستدين دون الزيادة على المال المُقترض، فإن تعذّر كل ذلك جاز مخالفة الأوامر الشرعيّة اضطراراً.
3. أن يراعي مقدار الضرورة التي يحتاج معها التعامل بالربا، فلا يجوز أن يتوسع في معاملة الربا فوق حاجته.
4. أن لا يُقدم المسلم على فعل لا يجوز التساهل به في الشرعيّة الإسلاميّة على أيّ حال من الأحوال تحت حجّة الاضطرار.

وأخيراً أود تذكيرك أخي بتقوى الله قدر ما استطعت، وأن تحاول الابتعاد عن المحرّمات واستبدالها بالطرق المشروعة، واعلم أنّ الله -تعالى- بفعلك هذا سيجعل لك من كل ضيق مخرجاً، ويرزقك من حيث لا تحتسب.