أهلاً ومرحباً بك، وهوّن الله عليك مصابك. إنّ أول ما يجب عليك فعله الأخ السائل -على إجماع أهل العلم- في مثل هذه الحالة؛ هو التوبة النصوحة، والندم على ما فات -كما ذكرت-، ولزوم استغفار المولى -سبحانه-، والدعاء بأنّ يسخر الله لك الأسباب للتخلص من هذا الربا المحرم.
ولكن عليك أن تعلم أنّ لا كفارة مُقدّرة لأخذ القرض الربوي؛ وأقصد بذلك الكفارة بمفهومها الشرعيّ التي أوجبها الإسلام على إتيان بعض الذنوب. وتجدر الإشارة إلى أنّ أهل العلم قد وجهوا من وقع بمثل هذه الأمور إلى المسارعة بالسداد؛ إذ يُستحسن لمن أخذ قرضاً ربوياً أن يسارع إلى سداد المبلغ المتبقي دفعةً واحدة؛ للتقليل من نسبة الفوائد المحرّمة قدر الإمكان.
وذلك قد يكون متاحاً بالاستدانة أو ببيع بعض الممتلكات، أو بشراء بعض الأسهم؛ فإن تعذر ذلك وكان الأمر شاقاً؛ كان حكم المسلم هنا كحكم المُضطر؛ أيّ يلزمه السداد إلى نهاية القرض، مع الحرص على التوبة الصادقة، وبهذا أفتت دائرة الإفتاء الأردنية؛ قال -تعالى-: (فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ). [البقرة: 275]