كيف كانت نهاية المغول؟

أهلاً بكم، كانت نهاية المغول في معركة عين جالوت بقيادة سيف الدين قطز، والقصّة هي أنّه قد دبّ الخوف في نفوس المسلمين في فترة من الفترات بسبب الزحف المغولي بعد سقوط بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية على يد المغول عام 656هـ = 1258م، وسقوط الشام في العام الذي يليها.

وفي هذه الأوضاع المرعبة أرسل زعيم المغول هولاكو رسالة إلى سطان مصر المملوكي سيف الدين قطز يتوعده فيها ويهدده، وجاء في الرسالة: "أيُّ طريقٍ تنجيكم؟ وأيُّ بلادٍ تحميكم؟ فما لكم من سيوفنا خلاص، ولا من مهابتنا مناص؛ فخيولنا سوابق، وسهامنا خوارق، وسيوفنا صواعق، وقلوبنا كالجبال.

وجاء في الرسالة كذلك: "وعددنا كالرمال، فالحصون لدينا لا تمنع، والعساكر لقتالنا لا تنفع، ودعاؤكم علينا لا يُسمع، فمن طلب حربنا ندم، ومن قصد أماننا سلم، فإن أنتم لشرطنا ولأمرنا أطعتم، فلكم ما لنا وعليكم ما علينا، وإن خالفتم هلكتم".

حينها استدعى قطز أُمراءه، وقرأ عليهم الرسالة، ثم قرّروا بعد مشاوراتٍ أن يقتلوا رسل المغول الأربعة، ويعلِّقوها على أشهر الأماكن في القاهرة لتعلو همم الناس، ثم تجهّز الجيش الإسلامي وتحرّك من مصر ومرُّوا بغزة، وقتلوا المغول المحتلين لها، ثم استمروا في طريقهم حتى وصلوا إلى عين جالوت.

وأخفى قطز أغلب الجيش خلف التلال القريبة من عين جالوت، ولم يظهر للمغول إلا مقدمة الجيش الإسلامي التي كان يقودها بيبرس، فوقع كتبغا قائد المغول في الفخ، وهجم على الجيش الإسلامي، فتقهقر الجيش الإسلامي بسرعةٍ خلف التلال، وصُدِم جيش المغول بتطويق المسلمين لهم.

وعندما اضطرب جيش المسلمين في المعركة صرخ قطز بأعلى صوته: "واإسلاماه، واإسلاماه، واإسلاماه، يا الله، انصر عبدك قطز على التتار"، ورفع همم المسلمين وجمعهم على قتال المغول، ولما انهزم المغول نزل قطز عن فرسه ومرَّغ وجهه على الأرض وقبَّلها، ثم صلّى ركعتين شكرًا لله -تعالى-، وانتهت المعركة بأسر قائد المغول وهزيمتهم هزيمةً كبيرةً.