قرأت على الإنترنت عن النهاية المأساوية للدولة العباسية، وكيف أنها سقطت على يد التتار، وهذا مما جعلني أفكر بالمرحلة التي تلت سقوط الدولة العباسية، وماذا حل بالعالم الإسلامي، فماذا حدث بعد سقوط الدولة العباسية؟
0
قرأت على الإنترنت عن النهاية المأساوية للدولة العباسية، وكيف أنها سقطت على يد التتار، وهذا مما جعلني أفكر بالمرحلة التي تلت سقوط الدولة العباسية، وماذا حل بالعالم الإسلامي، فماذا حدث بعد سقوط الدولة العباسية؟
0
0
حياك الله، وبارك الله فيك لحرصك على الاطّلاع والاستزادة، وقراءة ماضي الأمَّة الإسلاميّة الذي يزخر بالعبر والدروس، كانت نهاية الدولة العباسية على يد المغول بقيادة هولاكو، فقد استطاع إنهاء الخلافة العباسية، وتدمير مقرّ الخلافة، حيث دُمّرت بغداد بالكامل بعدما دخلها المغول، كما عمدوا إلى قتل الخليفة آنذاك وهو المستعصم بالله -رحمه الله-، وبدأ هولاكو يحاول ضمَّ مصر إليه، وعمد إلى دخولها.
وأرسل الرسل لتهديد السلطان سيف الدين قطز؛ وهو حاكم الدولة المملوكية حينها، إلا أن قطز لم يأبه إلى تهديداته، وخرج لقتال المغول في الواقعة المشهورة والتي تُعدُّ حدثًا فيصليًا في تاريخ الإسلام والمسلمين، وهي معركة عين جالوت؛ والتي انتصر فيها المسلمون انتصارًا ساحقًا، واستطاعوا إيقاف الزحف المغولي.
كان انتهاء الدولة العباسية في سنة 656 هجرية على يد المغول، حيث استطاعوا السيطرة على بغداد مقرّ الدولة العباسية، والمدن الشامية، ووقفوا عند مصر، وكانت نهاية الدولة العباسيّة هي بداية قيام الدولة المملوكية ومقرّها في مصر بقيادة السلطان سيف الدين قطز.
وعمد المماليك بعد ذلك إلى إحياء العهد العباسي، وإعادة خلافة العباسيين من جديد، إلّا أنَّ ذلك كان في القاهرة وليس في بغداد، وكان قيام الدولة المملوكية هو الذي أعاد المدن الشامية وأعاد مجد الدولة الإسلامية من جديد.
ولم يكن للخليفة العباسي في أثناء قيام الدولة المملوكية سلطة ونفوذ حقيقي، فكانت الخلافة العباسية من الرموز الدينية التي أُعيد إحياؤها، لكون الدولة العباسية تعود إلى آل بيت رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، ولم يكن الخليفة العباسي يملك إصدار الأحكام والتشريعات في الدولة، أو الفصل في النزاعات والتدخُّل في شؤون الحكم، فكانت الخلافة العباسية مرجعاً دينياً لدولة المماليك.
استمرَّ هذا الحال حتى انتهى عهد الدولة المملوكية على يد الحكم العثماني، حيث قامت الدولة العثمانية بنقل آخر الخلفاء العباسين إلى الدولة العثمانية، وهو الخليفة المتوكل الثالث -رحمه الله-، فكانت بذلك نهاية الدولة العباسية رسمياً، وبداية عهد جديد.
وبالفعل كان انتهاء الدولة العباسية والتي تُنسب إلى العباس بن عبد المطلب عمّ النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- مُحزنًا ومأساويًّا لدى كلّ من يقرأ في تاريخ الدولة الإسلامية منذ تأسيسها ونشأتها حتى ازدهارها بعد مرور سنوات على الحكم العباسي.
فبعد الازدهار والتوسُّع الذي ارتقت إليه الدولة العباسيّة، خاصَّة في الفترة التي حَكَم فيها الخليفة العباسي هارون الرشيد، فبعد كلّ هذا الازدهار والتوسّع انتكست الخلافة العباسية انتكاسة واحدة، لِعدّة أسباب كانت هي بداية تراجعها وإيذان بانتهائها وسقوطها من ذلك:
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.