كيف كانت نهاية الدولة العباسية؟

حيَّاك الله السائل الكريم، كان هناك عدّة أسبابٍ ساهمت في نهاية الدولة العباسية، سأذكرها فيما يأتي:

1. وجود حركات عصيانٍ وتمردٍ في الدولة، وكان أكثرها تأثيراً كانت حركة المقنع في خراسان.
2. محاولة بعض الطوائف والمدن بالاستقلال عن الحكم العباسي، مثل الدولة التي قادها عبد الرحمن الداخل في الأندلس.
3. ظهور بعض العناصر غير العربية التي برزت آنذاك؛ كالأتراك والفرس.
4. ظهور بعض الدول التي أدت لسقوط الدولة العباسية؛ كالدولة البويهيّة والدولة السلجوقيّة، وكان في ذلك الوقت قد تمّ تجريد الخليفة من الصلاحيات للتي تُمكنه من حكم الدولة وإدارة أمورها.

وكلّ هذه الأسباب كانت بدايةً لنهاية الحكم العباسي في العالم الإسلامي، وفعلياً قد انتهت الخلافة العباسية في عام 656 هجري، بعدما سقطت الخلافة العباسية على يد المغول، وفي الوقت ذاته كانت دولة المماليك قد بدأت ترسم ملامحها في مصر، وكانت تحكمها.

وعندما قضى المغول على الخلافة العباسيّة في بغداد بشكلٍ كاملٍ، وقتلوا آخر الخلفاء العباسيين في العراق وهو المستعصم بالله، بدأ المماليك بالتحرُّك، واستطاعوا إيقاف الزحف المغولي في البلاد العربية، وكان ذلك في معركة عين جالوت.

وكانت الدولة العباسية كما ذكرت من أقوى الدُّول في تاريخ العالم الإسلامي، وقد قامت الخلافة العباسيّة عُقب الخلافة الأمويّة، وذلك في سنة 132 للهجرة بمبايعة الخليفة العباسي الأول أبو العبّاس السفاح؛ الذي ينتهي نسبه إلى عمّ النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- العباس بن عبد المطلب، وكانت عاصمة الخلافة في عهد العباسيين قد نُقلت من بلاد الشام إلى العراق.

وقد تعاقب على الدولة العباسيّة عددٌ من الخلفاء عقب وفاة أبي العبّاس، ومنهم أبو جعفر المنصور، وتبعه ابنه الخليفة محمد المهدي، والهادي، وكان أوج ازدهار الحقبة العباسيّة هو فترة حكم هارون الرشيد، الذي عمل على توسيع الأراضي التي تدخل تحت الحكم العباسي، وتتابع بعد ذلك عددٌ من الخلفاء.

وكان القضاء على المغول مُتأخراً حيث كانوا قد أسقطوا جميع المدن والبلدان في بلاد الشام، كما كانوا قد أنهوا الخلافة العباسيّة بشكلٍ وحشيٍّ؛ حيث قتلوا الخليفة، واجتاحوا عاصمة الخلافة العباسيّة بغداد بعبثية، وقاموا بتدمير خيراتِها، فكانوا هم السبب المباشر في انتهاء الدولة العباسيّة في بغداد.

وقام المماليك بعد ذلك بإحياء الحكم العباسي من جديد في مدينة القاهرة، ونقلوا الخلافة إلى هناك، لكن لم يكن لهم دورٌ حقيقيٌّ في الحكم، وإنّما كانت خلافتهم رمزاً من الرموز الدينية بالنسبة للماليك، ومرجعاً دينياً لهم في فترة حكمهم.

واستمرّ الممالك حتى قيام الدولة العثمانيّة، التي قامت بدورها أيضاً بنقل آخر خلفاء بني العباس وهو المتوكل الثالث من بلاد مصر إلى دولتهم التي أقاموها، وبذلك تكون قد طُويت آخر صفحات الخلافة العباسيّة التي حكمت العالم الإسلامي وقادته لسنواتٍ عديدةٍ.