كيف كان سقوط الدولة الفاطمية؟

حيّاك الله السائل الكريم، وأسأل الله أن يزيدك من علمه، أمّا أميرهم الثامن فهو المُسْتنصر الذي حكم وعمره سبع سنين، واستمر حكمه ستين سنة، وقد قال الوزير السراج: "وجرى في أيامه ما لم يكن في أيام أجداده قبل"، ومن ذلك:

1. خطب له على منابر بغداد وكذلك اليمن.
2. اشتدّ القحط والغلاء، حتى خرجت زوجته وبناته إلى بغداد من الجوع.
3. قُطعت دعوتهم في المغرب على يد المعز بن باديس الصنهاجي ودعا للخليفة العباسي. "الحلل السندسية في الأخبار التونسية".

وبعد زمن المستنصر بقيت الدولة في ضعفٍ مستمرٍ، ومن ذلك:

1. استيلاء الفرنجة على بلاد المسلمين وعلى ساحل الشام كله وعلى أنطاكية.
2. ظهور دولة ابن تومرت السنية بالمغرب.
3. استمرار الضعف حتى بدأت الفرنجة تهاجم مصر في زمن العاضد الذي كان عهده مليئاً بالخيانات من حاشيته وبعض وزرائه، مثل وزيره شاور.

وبعد أن دخلت الفرنجة مصر، وقد مهد لهم شاور السعدي وزير العاضد الأمر؛ استغاث العاضد بنور الدين زنكي وبعث العاضد وقال: "أدركني واستنقذ نسائي من الفرنج"، "البداية والنهاية" فخرج القائد أسد الدين شيركوه وصلاح الدين واستنقذوا بلاد مصر، حتى عُيّن العاضدُ أسدَ الدين وزيراً له.

ثم توفّي أسد الدين، وعيّن مكانه صلاحَ الدين الأيوبي الذي ساعد العاضد، وحمى الأعراض، ونشر العدل، وأعلى السنة، وأغلق مدارس العبيدية الفاطمية، حيث كان يعمل بدهاء وتخطيط وحسن نية وإخلاص.

وقد ذكر الدكتور الصلابي في كتابه "الفاطميين" أسباب أخرى للسقوط، ومنها ما يأتي:

1. إصرار علماء السنّة على تعليم الدين الإسلامي والسنة الصحيحة، ومناظراتهم لعلماء العبيدين وهزيمتهم.
2. ظهور العلماء من المذهبين الشافعي والحنبلي الذين ساهموا بتربية الناس، وتوجيه الأمراء.
3. خوض المعارك في العراق والشام ومصر.
4. استعانة العبيديين بالنصارى ضد السلاجقة.
5. رجوع الدولة العباسية للتمسك بالسنة ونشرها.