ما العلاقة بين صلاح الدين وتاريخ الدولة الفاطمية؟

حيّاكم الله أخي السائل، لقد بدأت قصة صلاح الدين الأيوبي مع الدولة الفاطمية عندما استعان شاور بن مُجير السعدي الوزير الفاطمي بنور الدين زِنكي؛ للقضاء على خصمه ضرغام بن عامر بن ساور الذين كان قد استنجد بالصليبيين، وعرض شاور على نور الدين ثلث دخل مصر.

وكانت سياسة نور الدين زنكي قائمةً على توحيد البلاد الإسلامية تحت رايةٍ واحدةٍ ومنهج واحد؛ وهو منهج أهل السنة، وأرسل نور الدين أسد الدين شيركوه مع ابن أخيه صلاح الدين، فاتّجهوا إلى مصر، وهزموا ضرغام وحُلفائه، ولما استتبّ الأمر لشاور نقض عهده مع نور الدين، والتقى جيش شاور مع جيش شيركوه، وانتصر شيركوه وصلاح الدين.

وحينئذٍ قرّر شاور أن يستعين بالصليبيين، ولكن الصليبيين صالحوا شيركوه على أن يتركَ ما بيده لشاور، فوافق شيركوه وعاد إلى دمشق، وقد دارت بعد ذلك على أرض مصر معركة بين جيش نور الدين وبين شاور وجيش الصليبيين، ولكنّها انتهت بالصلح.

وكان شاور قد نوى تسليم بلاده إلى الصليبيين، فاستنجد الخليفة العاضد بالسلطان نور الدين، فجهّز نور الدين جيشاً بقيادة شيركوه، وشارك فيه صلاح الدين، وعندما سمع الصلييبين بقدوم شيركوه هربوا، فدخل شيركوه القاهرة، ونصب صلاح الدين لشاور فخّاً، وقُتل بأمر العاضد.

وخلع العاضد على شيركوه منصب الوزارة، ولُقّب بالملك المنصور، وكان يسلك شيركوه مع العاضد مَسلك الأدب، فأُعجب العاضد بذلك، ولما توفّي شيركوه تولّى صلاح الدين الوزارة بأمر العاضد، ولُقب بالملك الناصر.

وكان صلاح الدين يعمل على استمالة قلوب الناس وسياسة الأمور، واستطاع أن يقضيَ على الخَوَنة الذين كانوا يعملون في القصر، واستنجدوا بالصليبيين، فقام صلاح الدين بالاستنجاد بنور الدين، ليقوم نور الدين بنفسه بتجهيز جنوده، ولكن الصليبيين هربوا خوفاً من نور الدين.

وعمل صلاح الدين على إحياء المَنهج السُّنُّيّ في مصر على سبيل التدرّج من خلال الآتي:

1. قام بإبطال (حي على خير العمل) من الأذان.
2. أقام خطبة الجمعة للخليفة العباسي.
3. أمر بذكر الخلفاء الراشدين الأربعة في خطبة الجمعة.
4. أقام مدرسةً لتدريس المذهب الشافعي.
5. عزل قضاة الشيعة.
6. أقام القضاة من المذهب الشافعي.
7. قبض على أمراء الجند الفاطميين.
8. عيّن أمراء جنوده بدلاً منهم، حتى أصبح سلطان مصر تحت حكمه الفِعليّ.

وكان العاضد أثناء ذلك مريضاً، وعندما توفّي بعد ذلك بفترة قصيرة أنهى صلاح الدين الخلافة الفاطمية، وأعاد مصر إلى راية الخلافة العباسية، وبدأ بتأسيس الدولة الأيّوبية.