السلام عليكم، قرأت كتابًا تاريخيًا عن سيرة بعض الخلفاء الراشدين، وقد ذكر الكاتب أن هناك تضاربًا في الآراء بخصوص عددهم فالبعض يضيف إليهم الخليفة عمر بن عبد العزيز، وأريد أن أعرف كم عدد الخلفاء الراشدين؟
0
السلام عليكم، قرأت كتابًا تاريخيًا عن سيرة بعض الخلفاء الراشدين، وقد ذكر الكاتب أن هناك تضاربًا في الآراء بخصوص عددهم فالبعض يضيف إليهم الخليفة عمر بن عبد العزيز، وأريد أن أعرف كم عدد الخلفاء الراشدين؟
0
0
وعليكم السلام ورحمة الله، إنَّ المُتعارفَ عليه والمشهورُ بينَ النَّاس أنَّ عددَ الخلفاءَ الراشدينَ أربعة وهم: أبو بكرٍ الصديقَ، وعمرَ بن الخطاب، وعثمانَ بن عفانَ، وعلي بن أبي طالبٍ -رضي الله عنهم جميعًا- لكنّ الصوابَ أخي الكريمَ أنَّ عددهم خمس، وإنَّ الخليفةَ الراشديِّ الخامس هو الحسن بن علي وليس عمر بن عبد العزيز.
والدليل على أنَّ الحسن بن علي هو الخليفة الراشدي الخامس؛ الحديث الذي رواه سفينة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (الخلافةُ في أمَّتي ثلاثون سنةً ثمَّ ملكٌ بعد ذلك)، "أخرجه الترمذي، حسن" فهذا الحديث يُبيِّن أنَّ الخلافةَ الراشدة كانت لمدّة ثلاثينَ سنة.
ومن المعلومٌ أنَّ أبا بكرٍ دامت خلافته عامانَ وأربعةَ أشهرٍ، وخلافةُ عمرَ عشرة أعوامٍ، وخلافةُ عثمانَ دامت اثنتي عشرَ عامًا، أمَّا علي فكانت خلافته خمسةُ أعوامٍ، وبذلك يكونُ مجموعِ خلافتهم تسعٌ وعشرون عامًا وأربعةَ أشهرٍ.
ثمَّ بعد عليّ تولّى ابنه الحسنَ الخلافةَ من بعده لستةِ أشهرٍ، فأتمَّ الحسن بذلك مدةَ الخلافةَ التي أخبر النبيُّ عنها؛ لذلك عدَّه أهل العلمِ من الخلفاءِ الراشدينَ، أمَّا بالنسبةِ للخليفة عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه- فقد عدَّه أهلُ العلمِ من الخلفاءِ الراشدينَ من باب المجازِ وليس من باب الحقيقةِ؛ والسبب في ذلك أنَّه قد تمسّكَ بهدي الخلفاءَ الراشدينَ في حكمه، فكان ورعًا تقيًا زاهدًا عادلًا.
وبناءً على ما سبق يُمكن القول أنَّ عمر بن عبد العزيزلا يدخل في قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي رواه عبد الرحمن بن عمرو السلمي: (فعليكم بسنتي وسنةِ الخلفاءِ المهديّين الراشدين تمسّكوا بها، وعَضّوا عليها بالنواجذِ)، "أخرجه أبو داوود، صحيح" فهو ليس من الخلفاء الراشدين المهديين.
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.