1

ما هي مراحل قيام الدولة العباسية؟

كنت أقرأ بحثاً عن أبي جعفر المنصور أحد حكام الدولة العباسية، وقد قرأت أنه حكم في الفترات الأولى من قيام الدولة العباسية، وقبل وصوله إلى الحكم كانت هناك مراحل عدة اكتمل فيها بناء الدولة العباسية، فما هي مراحل قيام الدولة العباسية؟

10:01 30 نوفمبر 2021 4049 مشاهدة

1

إجابات الخبراء (1)

1

إجابة معتمدة
زكريا البلخي
زكريا البلخي . الشريعة
تم تدقيق الإجابة بواسطة عائشة الظفيري 10:01 30 نوفمبر 2021

السلام ورحمة الله وبركاته، إن المُطلع على تاريخ قيام الدول ونشأتها وسقوطها يلاحظ تلك العلامات المشتركة في المراحل الحتمية التي يمر بها كل حكم، بدايةً بنشأته وكفاحه، ومروراً بعصر نهضته وازدهاره، وانتهاء بالترف والضعف والسقوط.


ومن المعلوم أن الدولة العباسية التي يعود نسب حكامها إلى العباس بن عبد المطلب عم النبي -صلى الله عليه وسلم-، انطلقت دعوتها في ظل الجو المشحون والتصارع على الأحقية بالخلافة بعد النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد برزت دعوتهم مع الأحداث التي كانت تعصف بالأمة بعد عام الجماعة 41، وتفصيل تلك المراحل فيما يأتي:


  1. مرحلة الدعوة السرية (100-129هـ)

انطلقت هذه الفكرة بدعوة من الفِرقة الكيسانية في خراسان وما حولها، والتي كانت تعتقد بإمامة محمد بن علي بن أبي طالب الملقّب بمحمد بن الحنفي، ومن بعده ابنه عبد الله بن محمد ابن الحنفية الملقّب بأبي هاشم، والذي ارتأى قبل وفاته أن يُوكّل مهمة الخروج على الدولة الأموية إلى محمد بن علي بن عبد الله بن العباس في الحميمة.


وهي قرية من أعمال البلقاء في الأردن، وكان ذلك حين زاره بها وتوفي عنده، وذلك سنة 98هـ، وبهذه الخطوة انتقلت دعوة أحفاد آل البيت إلى الخلافة من آل علي بن أبي طالب إلى أبناء عمه العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه-، وحمل محمد بن علي دعوة أبي هاشم ودعا لها.


بدأ محمد بن علي مسيرة دعوته فجعل من مقرّ إقامته الحميمة مركزاً للتخطيط وتنظيم شؤون أتباعه في الكوفة وخراسان، ومن العوامل التي ساعدت محمد بن علي أنّ أبا هاشم قد أمر أتباعه في الأمصار المذكورة بطاعته.


وكان له الكثير من الأتباع في تلك البلدان، فأقاموا وصيّته وناصروه، وقد رأى محمد بن علي في انطلاق دعوته على رأس المئة الثانية للهجرة بشارة له في حديث النبي -صلى الله عيه وسلم-: (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة ‌من ‌يجدد ‌لها دينها). "أخرجه أبو داود، صحيح"


وكان يرى في دعوته تلك العصمة والتأييد، وقد توسّعت دعوة محمد بن علي في العراق وخراسان تحت مسمى الدعوة لآل البيت بسرّية تامة حتى وفاته سنة 125هـ، وتولّى مهام الدعوة السرية من بعده ابنه إبراهيم حتى عام 129هـ.


  1. مرحلة الدعوة الجهرية وتولي الحكم (129 - 132هـ)

استمرت ثاني هذه المراحل منذ عام 129هـ على يد إبراهيم بن محمد وأبو مسلم الخراساني حتى قيام الدولة عام 132هـ على يد أبي العباس السفاح، فأمر إبراهيم بن علي قائد دعوته في خراسان أبو مسلم الخرساني الجهر بالدعوة لآل العباس، والخروج على سلطة الأمويين، واستطاع بعدها الأمويّون القبض على إبراهيم وسجنه، ومات في محبسه سنة 131هـ.


ثم آل الأمر من بعده إلى أخيه عبد الله السفاح الذي شقّ طريقه إلى الكوفة، وأقام عند أبي مسلم الخلال، وكان الأمر قد توطّد في خراسان على يد أبي مسلم الخرساني عام 130هـ، والذي واصل طريقه إلى العراق عام 132هـ، وانتصر على ابن هبيرة والي العراق للأمويّين، وقتله بعد أن أعطاه الأمان.


وبعد هذا الانتصار بُويع لأبي العباس السفاح بالخلافة في مسجد الكوفة، ليتجهّز بعدها للمعركة الفاصلة على نهر الزاب عام 123هـ مع مروان بن محمد آخر خلفاء الأمويين، وبهذا سقطت دولة الأمويين وانتقلت الخلافة بعدها للعباسيين.


  1. مرحلة النهضة والازدهار (132 - 247هـ)

بدأ عصر الخلافة العباسية مع المؤسّس أبي العباس عبد الله بن محمد سنة 132هـ، واستتبّ الحكم لهم في أرجاء العالم الإسلامي، باستثناء الأندلس التي انتقل ملكها لبني أمية بعد زوال حكمهم في المشرق، وكانت هذه المرحلة مرحلة قوة للخلفاء وهَيْبة وسَطْوة، وقيادة لمفاصل الحكم.


وقد تولّى فيها الحكم عشرة خلفاء كان من أشهرهم؛ الخليفة الثاني أبو جعفر المنصور الذي حكم نحو العشر سنوات 137-158هـ، والخليفة الخامس هارون الرشيد 170-193هـ، ودامت خلافته ثلاث عشرة سنة، وانتهت مرحلة القوة مع الخليفة العاشر جعفر المتوكل بن المعتصم 232-247هـ بعد مقتله على يد ابنه محمد بن جعفر.


  1. مرحلة الضعف والسقوط (247 - 656هـ)

وهي مرحلة ضعف الخلفاء وفقدانهم للسيطرة على الحكم، إذ تولّى القادة العسكريين من الترك لإدارة مفاصل الدولة وشؤون الحكم، وقد حكم خلالها سبعة وعشرون خليفة، ابتداءً بالخليفة الحادي عشر أبو جعفر المنتصر محمد بن جعفر سنة 247-248هـ، وكان قد استولى على الحكم بالتآمر مع عسكر الترك على قتل والده.


ثم تناقل الحكم من بعده ستة وعشرون خليفة، سيطر فيها قادة العسكر على شؤون الحكم، وكان بيدهم اختيار الخليفة وعزله، وتخلّل ذلك صحوة قصيرة حدثت في فترة حكم المعتمد والمعتضد سنة 256-289هـ.


عاد بعدها الضعف يتسلل إلى مفاصل الدولة، لينتهي الأمر بسقوط الخلافة في بغداد سنة 656هـ وتدميرها وإبادة أهلها على يد المغول، بتآمرهم مع الوزير الخائن ابن العلقمي وزير المستعصم بالله آخر خلفاء العباسيين.

1

لماذا كانت الإجابه غير مفيده
0/ 200
لقد تجاوزت الحد الأقصى من الحروف المسموحة
رجوع