ما الدروس المستفادة من معركة عين جالوت؟

حياك الله السائل الكريم، وبارك الله لك في حرصك على التعلم والفهم، ونحن بهذا الصدد سنذكر لك بعضًا من الدروس والعبر المستقاة من معركة عين جالوت ومنها:

1. الأخذ بالأسباب والتوكل على الله

يجدر بالمسلم التوكل على الله تعالى بعد أن يأخذ بالأسباب في كل أمور حياته، فيعمل من أجل أن يُرزق، ويجتهد الطالب ويدرس من أجل أن ينجح، ويزرع المزارع من أجل أن يحصد، وكذلك في الحروب، فلا يعتمد الانتصار فيها على الإعداد فقط، بل يجب أن يتحلى القائد بالحكمة وبالتفكير السليم ثم يتوكل على الله تعالى.

1. الثبات على الحقّ

يجب الثبات على الحق والإصرار والدفاع عن المبادئ وإن خضع واستسلم من حولك للباطل، ويظهر بموقف سيف الدين قطز، فلم يستسلم ولم يسلم مصر للمغول بعد أن أرسلوا له رسالة تهديد بالتسليم أو بالقتل، ولم يخف من هزيمة البلاد الإسلامية المحيطة به، بل هذا ما زاده إصراراً وعزيمةً بأن يأخذ حقهم ويَسترِدَّ كرامتهم.

1. أهميّة الوحدة وعدم التفرّق

حيث إنّ في الاتحاد قوة، فإذا ما اتحد المسلم مع أخيه وجاره وصديقه وأقربائه، لن يجد الشيطان له طريقًا بينهم، وستنهض هذه الأمة بنهضة أفرادها، وتجلّى هذا المعنى في المعركة عندما أمر قطز بالنفير العام، فقاموا جميعهم لتلبية النداء، وأدى ذلك لانتصارهم بلا شك.

1. التفاؤل بالنصر والفرج

فبعد العسر يأتي اليسر، وعلى المسلم ألا يحكم من الظاهر، فقد يكون خيرٌ ساقه الله له وهو لا يدري، فحرب المغول عسر، والنصر يسر وفرح ساقه الله للأمة.

بالإضافة إيمان المسلم بأن كل ما يحصل له خير، فقد يشعر المسلم في حياته ببعض المشاكل التي لا يعلم أنها ما جاءت إلا لتفتح له أبواب الخير، فمن كان يدري أن تلاحمهم مع المغول سيؤدي لفتح البلاد الإسلامية وهروب المغول منها؟!

1. الحكمة في تقدير الأمور

حيث إن القوة تكمن في إسناد الأمر إلى أهله، فقد جعل سيف الدين قطز الولاة الذي يتصفون بالأمانة والكفاءة يديرون شؤون مملكته، فكان النصر نتيجة طبيعية لذلك.

والله تعالى أعلم.