أين وقعت معركة القادسية؟

حياك الله السائل الكريم ونفع بك، وقعت معركة القادسيّة بين المسلمين والفُرس في مدينة تُسمّى القادسيّة في العراق، تقع بين مدينتي النّجف والحيرة، شرقيّ نهر الفرات، وهي مدينة جنوب الكوفة، وتسمّى القادسيّة بهذا الاسم؛ لوجود قصر فيها لأحد ملوكهم يسمّى قصر قادس، أو قدّيس.

كانت هذه المعركة من المعارك الحاسمة الفاصلة، التي أنهت وجود الفُرس من بلاد العراق وكسر شوكتهم، فقد وقعت في عهد الخليفة عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه-، وكانت هذه المعركة بإمارة خال رسول الله -صّلى الله عليه وسلّم- الصّحابي سعد بن أبي وقّاص -رضي الله عنه- بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وذلك في السّنة الرّابعة عشرة للهجرة.

حشد المسلمون لهذه المعركة أعدادًا مهولة، بعد أن أشار الصّحابة على خليفتهم بضرورة إنهاء الوجود المجوسي من بلاد المسلمين، وتحرّكوا مُتّجهين إلى القادسية، ومكث المسلمون هناك شهرًا كاملًا، ينتظرون قدوم جيش الفُرس، إلى أن ظنّ المسلمون أنّهم لن يأتوا، لكنّ الفُرس قَدموا بعد ذلك بقيادة رُستم، وكانوا أضعاف المسلمين.

وفوجئ المسلمون باستعانة هؤلاء الفُرس بالفِيلة الضّخمة، إذ اصطحبوا معهم ما يُقارب ثلاثةٌ وثلاثون فيلًا، لكنّ المسلمون استبسلوا فيها، وقاتلوا قِتال المُستميت لمدّة ثلاثة أيّام مُتتالية، واستشهد عدد كبير منهم، وفي اليوم الرّابع أرسل الله لهم جندًا من جنوده، وهي الرّياح الشّديدة، التي اقتلعت خيامهم، وأوقعت في صفوفهم خسائرٍ كبيرة في الأرواح.

وفي اليوم الرّابع كان النّصر حليفاً للمسلمين -بعون الله-، وغنموا منهم غنائم كبيرة، ودخل سعد بن أبي وقّاص قصر كسرى، وفرح المسلمون بتحقّق وعد النّبي-عليه الصلاة والسلام- للمسلمين؛ بأنّ قصور كِسرى وبلاد فارس ستكون للمسلمين، وبذلك تكون نهاية دولة فارس، وبهذا فُتحت بلاد العراق، وأصبحت للعرب المسلمين فقط.