أين وقعت معركة أجنادين؟

حياك الله السائل الكريم، سُميّت معركة أجنادين بذلك؛ لأنها وقعت في منطقة أجنادين، وهي بين الرملة وبيت جبرين في فلسطين، وقعت على الأرجح عام 15هـ بين المسلمين والروم، وكان قائدُ جيشِ المسلمين عمرو بن العاص -رضي الله عنه-، أمّا قائد جيش الروم فكان الأرطبون؛ وهو أدهى الروم.

حاول عمرٌو -رضي الله عنه- فتح أجنادين كثيراً لكنّه لم يستطع؛ لعدم علمه بأماكنِ ضعف حصون الروم، ولرفض الأرطبون التفاوض من جميع الرُّسل التي ذهبت إليه من قِبَل عمروٍ، فقرر عمروٌ أن يذهب بنفسه إلى الأرطبون، ودخل عليه كأنّه رسولٌ من المسلمين، فأبلغه ما أراد وسمع كلامه، ونظر إلى حصونه وتأمّلها حتى عرف أماكن ضعفها.

شكَّ الأرطبون في نفسه أنّ هذا عمروٌ بن العاص، وقال في نفسه: "والله إنّ هذا لعمرٌو، أو إنّه الذي يأخذ عمروٌ برأيه، وما كنت لأصيب القوم بأمرٍ هو أعظم من قتله"، ودعا واحدًا من الحرس، وأمره سرًّا أن يقتله في مكانٍ محددٍ بعدما يخرج من عنده.

فطن عمرٌو بن العاص إلى أنّ الأرطبون يريد قتله، فقال للأرطبون: "أيّها الأمير، إنّي قد سمعت كلامك وسمعت كلامي، وإنّي واحدٌ من عشرةٍ، بعثنا عمر بن الخطاب لنكون مع هذا الوالي؛ لنشهد أموره، وقد أحببت أن آتيك بهم ليسمعوا كلامك ويروا ما رأيت". فقال الأرطبون: "نعم، فاذهب فائتني بهم".

ودعا الأرطبون واحدًا من الحرس، وقال له سرًّا: "اذهب إلى فلان فردّه"، ثم تيقَّن الأرطبون بعد ذلك أنّ الذي كان عنده هو عمرٌو بن العاص، فقال: "خدعني الرجل، هذا والله أدهى العرب"، وعندما علم عمر بن الخطاب ذلك قال: غلبه عمرٌو، لله درعمرٍو".

وبعد أن علم عمرو بن العاص -رضي الله عنه- أماكن ضَعْف الروم، قاتلهم قتالًا شديدًا، وهزمهم هزيمةً كبيرةً، فوصف أحد جواسيس الرّوم الجيش الإسلامي بقوله: "والله إنّي وجدتهم رهبانًا بالليل، فرسانًا بالنهار، لو سرق ابن ملكهم قطعوا يده، ولو زنى رُجِم؛ لإقامة الحقّ فيهم".