متى وقعت معركة أجنادين الثانية؟

حياك الله ونفع بك، نعم هناك معركة تُدعى معركة أجنادين الثانية، وهي غير تلك التي وقعت في عهد أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- وكان قائد المسلمين فيها الصحابي خالد بن الوليد -رضي الله عنه-، وقد حدثت معركة أجنادين الثانية في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وكان ذلك في السنة الخامسة عشرة للهجرة، على الأرجح بالرغم من تعدد آراء العلماء والمؤرخين.

وربما كان تعدد الآراء؛ لاختلاط المعلومات عن المعركتين وأنّهما حدثتا في فترتين متقاربتين، وبين نفس الفريقين -المسلمين والروم-، وقد كانت معركة أجنادين الثانية مُمهدة لفتح القدس وتسليم مفاتيحها لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وفي هذه المعركة تقابل فيها داهية العرب عمرو بن العاص -رضي الله عنه- مع داهية الروم الذي كان يدعى الأرطبون؛ وهو لقب أُطلق عليه لشدة ذكائه.

وقبيل المعركة قال عمر عن هذه المواجهة: "رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب"، وكانت النتيجة انتصار المُسلمين وتفوّق أرطبون العرب على أرطبون الروم بفارق كبير، ويظهر ذلك من المواجهة المباشرة التي غامر فيها ابن العاص -رضي الله عنه- بذهابه بنفسه إلى أمير الروم على أنّه رسول من عمرو بن العاص أمير المسلمين.، وكان يهدف لإيجاد نقاط ضعف عدوه بعد الحصارالذي طال أمده.

وبعد أن لقيه الأرطبون أُعجب بذكائه الخارق وقال: إنّما هذا عمرو، أو أفضل مستشاريه، فلو أنّي قتلته لانهزم المسلمون أو خسروا خسارة عظيمة، ولكن عمرو تنبّه لما أراده الرومي، فيقول له: "إني واحدٌ من عشرة مستشارين للأمير أبي عبيدة، بعثنا عمر بن الخطاب معه فلا يقضي أمراً دون مشاورتنا، فلو أنّني أتيتك بهم حتى يسمعوا منك ما سمعته، لتوصلنا إلى نتيجة لهذه الحرب".