من هو قائد معركة القادسية؟

معركة القادسيّة من المعارك العظيمة في تاريخ الفتوحات الإسلامية، وقد جعلها المؤرّخون على قمّة المعارك في تاريخ الخلافة الراشدة، وذلك لأنّها هزمت الفرس وكانت سبباً في فتح العراق، وسُمّيت المعركة بهذا الاسم نسبة للمنطقة التي وقعت بها، فقد وقعت المعركة في منطقة القادسية إحدى محافظات الفرات الأوسط في العراق.

وقعت معركة القادسية في شهر شعبان من السنة الخامسة عشرة للهجرة، وكانت المعركة بقيادة الصّحابي سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- الذي وقع عليه الاختيار بعد ما بعث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى أهل الشّورى، حول من يتولّى قيادة الجيش، فأشاروا عليه بأنْ يبقى هو في المدينة ويُولّي على الجيش سعدَ بن أبي وقّاص -رضي الله عنه-؛ وذلك لِجرأتِه وصحبته وسبقه وشجاعته في القتال.

ولقد تميّز هذا القائد سعد بن أبي وقّاص بمناقبَ عديدة، منها:

1. أحد العشرة المبشّرين بالجنّة.
2. أحد السّتة الذين استخلَفَهم عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- للخلافة بعد وفاته .
3. خال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان النّبي -صلى الله عليه وسلم- يُفاخر به القوم.
4. أحد السّابقين إلى الإسلام، فهو خامس من دخل في الإسلام.

وذكر أهل السّير وصية عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لسعد بن أبي وقّاص بعد أن تمّ تجهيز الجيش، واستعدّ سعد -رضي الله عنه- للانطلاق للعِراق، أوصاه أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه- قائلًا: (يا سعد، لا يغرنّك أن قيل أنّك خال رسول الله؛ فإنه ليس لله نسب إلا الطاعة، فانظر الأمر فإذا رأيت النّبي منذ بُعث حتى فارقنا فالْزمْه، فإن ذلك الأمر، هذه عِظتي إيّاك، إن تركتَها ورغِبت عنها حَبِط عملك، وكنتَ من الخاسرين)، وقال له أيضاً: (إنّ الله إذا أحبّ عبداً حبّبه، وإذا أبغض عبداً بغّضه، فاعتبرْ منزلتك عند الله -تعالى- منزلتَك عند النّاس).