متى كانت معركة القادسية؟

حياك الله، معركة القادسية من المعارك المفصلية في حركة الفتح الإسلامي مع الفرس، وحدثت في السنة الخامسة عشرة للهجرة في 13 شعبان، ولأهميتها وخطورتها كان سيخرج فيها لقيادة جيش المسلمين عمر بن الخطاب أمير المؤمنين -رضي الله عنه- بنفسه، ومع إصرار الصحابة عليه انتدب لها سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قائداً لجيش المسلمين.

وكان الفرس بقيادة قائد الجيش الفارسي رستم، ووقعت في منطقة القادسية في العراق، وقد بعث سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- إلى كسرى يزدجرد -زعيم الفرس- وفداً ليعرض عليه الإسلام، إلا أنه أبى.

كما بعث ربعي بن عامر إلى رستم فدخل إليه في خدمه وحشمه بكل قوة وجرأة، وقال له واصفاً الإسلام: "نحن قوم بعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة"، ثم عرض عليه الإسلام، أو دفع الجزية، أو الحرب، ولكنه أبى برغم إعجابه بربعي وعزته بدينه.

ثم نشب القتال واستمر أربعة أيام، وكان عدد المسلمين 36 ألفاً، يقابلهم من الفرس 120 ألفاً، تتقدمهم الفيلة وعددها 33، والفيلة سلاح لم يعرفه العرب قبلها وتخافه الخيول والإبل، فلا تجرؤ على مهاجمته، ولكن المسلم الذكي لا تعوزه الحيلة.

حيث استطاع عاصم بن عمرو التميمي وفِرقته إخراجها من الصراع في اليوم الأول بتقطيع أحزمة توابيتها التي تحمل قادتها، وعادت في اليوم الثالث ليتصدى لها القعقاع بن عمرو وأخوه عاصم، فهاجمو عيونها وأشفارها، فولّت هاربة واخترقت جيش الفرس وزلزلته.

ومرت الأيام بقتالٍ عنيف أسفر في النهاية عن نصرٍ مؤزّر للمسلمين وهزيمة نكراء للفرس، ومقتل كثير من قادتهم وعلى رأسهم رستم، إضافة إلى آلاف الجنود، وكان هذا النصر مقدّمة لنصرٍ قادمٍ وهو فتح المدائن عاصمة بلاد فارس.