أنا شاب أدرس الشعر العربي وأحب قراءة القصائد وحفظها، وجربت أن أستمع إلى بعض القصائد المغنّاة بموسيقى ووجدتها أسرع في الحفظ وأستمتع في سماعها، ومرات كثيرة أدندن معها على حسب اللحن، وأتسائل هل سماع هذا الشعر المغنى حرام؟
0
أنا شاب أدرس الشعر العربي وأحب قراءة القصائد وحفظها، وجربت أن أستمع إلى بعض القصائد المغنّاة بموسيقى ووجدتها أسرع في الحفظ وأستمتع في سماعها، ومرات كثيرة أدندن معها على حسب اللحن، وأتسائل هل سماع هذا الشعر المغنى حرام؟
0
0
لا بأس بسماع الأشعار التي تدعو للخير، وتخلو من المحرَّمات، والفواحش، والكذب، فقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه يستمعون للشعر وينشدونه [١] .
أما إن كان مع هذه الأشعار آلات لهو، أو موسيقى، أو عود و نحوها، فهي ممنوعة عند أكثر أهل العلم [٢] ؛ يقول الله -جَّل وعلا-: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ). "سورة لقمان: 6" ويدخل في لهو الحديث الغناء والاستماع له، ولو كان ذلك بغرض تسهيل الحفظ، أو الاستمتاع والترويح عن النفس، فلا يعدُّ حجة تسوِّغ سماع الغناء.
وإنَّ الإنسانَ إذا اعتادَ سماعَ الغناءِ وصار يأنَسُ به ويرتاح لسماعه؛ قسى قلبه، روى البخاري في الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال: (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف)، فكلما اقترب قيام الساعة؛ يزداد الناس بعداً عن دين الله، ويستحِلُّون ما حرم الله ورسوله.
وعلى المسلم أن يدرك خطورة الأغاني ويحاول التخلص من إدمان سماع الأغاني، فهي أحد أسباب الوقوع في الفواحش، والتهاون في المحرمات، والبعد عن الطاعات، فينبغي تركُها والحذُر من شرِّها.
وإذا ابتعد المسلم عن سماع الغناء أبدله الله راحةً في القلب وطمأنينة في النفس، فقد ورد من حديث أبي قتادة، وأبي الدهماء -رضي الله عنهما- أنهما قالا: أتينا على رجل من أهل البادية، وقلنا: هل سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا، قال: سمعته يقول: (إنَّكَ لن تدَعَ شيئًا اتِّقاءَ اللَّهِ، جَلَّ وعَزَّ، إلَّا أعطاكَ اللَّهُ خيرًا منهُ). أخرجه الوادعي وصحّحه
ومن الممكن تلحين الشعر وإنشاده مع خلوِّه من الموسيقى، وبهذا يسهل حفظه، ويستمتع الإنسان بسماعه، مع مراعاة ألا يشغل ذلك عن ذكر الله، و يقود للتفريط في الطاعات.
0
0
حياك الله السائل الكريم، يختلف حكم الشعر المغنى باختلاف أنواعه؛ فإذا كان معه آلة موسيقية يتم العزف عليها؛ فقد أجمع العلماء على تحريم سماعه، واستثنى جماعة منهم الدف بشرط أن يكون الكلام الذي يُقال معه طيِّب وحسن، وإذا لم يكن معه آلة يتم العزف عليها؛ فقد فصَّلَ العلماء في ذلك على وجهين كما يأتي: [١]
وينبغي اتقاء الشبهات، فإذا ما علمت أنّ هذا الشعر غيَّرَ من نفسك وجعلها تستطيب وترغب بسماع الموسيقى فعندئذ سيتغير حكمه ليصبح محرماً؛ وذلك لكونه الطريق الذي سيستدرجك ويوصلك للحرام، فلا يلزم من كون الشعر حلالاً أن تكون الموسيقى حلالاً أيضاً فكل منهما له حكمه الخاص. [٢]
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.