من هو قائد غزوة تبوك؟

حياكم الله السائل الكريم، قائد غروة تبوك هو نبيّنا الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم-، ولم يشاركه أحدٌ في قيادة جيش المسلمين، وإن كان قد أرسل بعض السرايا أثناء الغزوة إلى بعض المناطق، ولكنّه كان -عليه الصلاة والسلام- هو القائد العام والوحيد لجيش المسلمين.

قال الله -تعالى- في وصف حال المسلمين في هذه الغزوة: (لَقَد تابَ اللَّـهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالمُهاجِرينَ وَالأَنصارِ الَّذينَ اتَّبَعوهُ في ساعَةِ العُسرَةِ مِن بَعدِ ما كادَ يَزيغُ قُلوبُ فَريقٍ مِنهُم ثُمَّ تابَ عَلَيهِم إِنَّهُ بِهِم رَءوفٌ رَحيمٌ)، "التوبة: 117".

وهذه الغزوة حدثت في ظروف صعبة؛ فقد كانت في شدّة حر صيف صحراء الجزيرة العربية، وفي وقت نُضج الثّمار، والمسير بعيدٍ وشاقّ، إلى شمال الجزيرة العربية، وفي مواجهة عدوٍّ قويٍّ وهم الروم، وكان الخروج للقتال في هذه الغزوة علامةً على صدق الإيمان، والتخلف عنها علامةٌ على النفاق، إلّا من عذره الله -تعالى- أو تاب عليه، وسُمّيت أيضاً بغزوة العُسرة؛ نسبةً إلى العُسرة والشدّة التي لاقاها المسلمون أثناء تجهيزهم وخروجهم لهذه الغزوة.

وأعلن النّبي -صلى الله عليه وسلم- في هذه الغزوة عن مقصده صراحةً، وخرج على رأس جيش المسلمين مع ثلاثين ألف مقاتلٍ، ولَحِقَ به في الطريق من لحق، وتَخلَّف عنه من تَخلّف، فسار شهراً حتى بلغ منطقة تبوك، التي كانت الروم تحشد فيها لغزو المسلمين.

ولكن الله ألقى في قلب الروم الرُّعب، فخافوا وهربوا ولم يثبتوا لحرب المسلمين، وفي هذا قال عليه -الصلاة والسلام-: (أُعطيت خمسأً لم يُعطهن أحدٌ من الأنبياء قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر..)، "رواه البخاري".

وعند وصول النبي -عليه الصلاة والسلام- ومن معه من المسلمين تبوك، لم يجدوا الروم، فمكث فيها رسول الله عشرين يوماً، يُرسل السرايا والبعوث للقبائل المجاورة التي خضعت حرباً أو سلماً، ثم عاد بعد ذلك إلى المدينة المنوّرة مُنتصراً.