قرأت مرة أنه بعد كل الصعوبات التي تعرض لها المسلمون في غزوة تبوك إلا أنه لم يحدث فيها قتال، لذا أتسائل إذا لم يكن هناك غنائم من هذه المعركة، فما هي نتيجة غزوة تبوك؟
0
قرأت مرة أنه بعد كل الصعوبات التي تعرض لها المسلمون في غزوة تبوك إلا أنه لم يحدث فيها قتال، لذا أتسائل إذا لم يكن هناك غنائم من هذه المعركة، فما هي نتيجة غزوة تبوك؟
0
0
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حياكم الله، بورك لكم في همتكم، وزادكم علماً، ونفع بكم، لقد كان النصر حليفاً للمسلمين في هذه الغزوة، التي لم يحدث فيها قتال؛ إذ ألقى الله الرعب في قلوب الأعداء، فلم يخرجوا لملاقاته.
وقد ورد عن جد عمرو بن شعيب -رضي الله عنه- في كتاب الشفاعة للوادعي، وصحّحه عدد من المحدّثين، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال يوم تبوك: (لقد أُعطيتُ اللَّيلةَ خمسًا ما أُعْطيَهنَّ أحدٌ قبلي، أمَّا أَنا فأُرسلتُ إلى النَّاسِ كلِّهم عامَّةً وَكانَ من قبلي إنَّما يُرسَلُ إلى قومِهِ، ونُصِرتُ على العدوِّ بالرُّعبِ ولو كانَ بيني وبينَهُ مسيرةُ شَهْرٍ لملئَ منهُ رعبًا، وأُحلَّت لي الغَنائمُ آكلُها وَكانَ من قبلي يعظِّمونَ أَكْلَها كانوا يُحرقونَها وجعِلَت لي الأرضُ مساجدَ وطَهورًا أينَما أدرَكَتني الصَّلاةُ تمسَّحتُ وصلَّيتُ).
وغزوة تبوك، أو كما تُسمى أيضاً بغزوة العسرة، وقعت في شهر رجب للسنة التاسعة للهجرة، وهي آخر غزوة غزاها النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد كانت في وقتٍ شديد الحرارة، وقد كان المسلمون في قحط في المال، والإبل، والإعداد، وقد وقعت بسبب ما جاء من خبر الروم، ورغبتهم في غزو المسلمين، فاستنفر النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه، واستعدوا للغزو وملاقاة العدو.
وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- من عادته في غزواته أن يستتر ويظهر أنه يُريد غيرها، إلّا ما كان في غزوة خيبر وتبوك؛ لِما كان من رغبة الناس في الراحة، وطلب الثمر، وشدة الحرّ، وبُعد المسافة؛ مما أدى إلى تباطؤ وتثاقل بعض الناس في النفرة لقتال العدو وملاقاته في تبوك.
وجاء التحذير والتوعد للمتخلفين عن الجهاد، فشُدت العزائم، واستعد المسلمون للقتال، وقاموا بالتبرع بالمال لتجهيز الجيش، وتنافسوا في ذلك تنافساً جليلاً، حتى أن عدداً من الصحابة -رضوان الله عليهم- جاؤوا إلى النبي وهم معسرين، لا يجدون ما ينفقون، إلّا أنهم لا يريدون التخلف عن هذه المعركة.
وتخلف المنافقون عن القتال؛ متحجّجين بحجج واهية، وشكاً منهم بقدرة المسلمين على ملاقاة الروم، كما تخلف بعض المسلمين تعذراً بالحرّ، وكثرة العيال، ولما وصل النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى تبوك أقام فيها، وبدأ تناوب الحراسة لحماية الجيش، وقد لقي المسلمون في تبوك مصاعب كثيرة؛ من قلة الماء، وشدة البرودة والرياح القارسة ليلاً.
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.