لماذا سميت غزوة تبوك بهذا الاسم؟

السائل الكريم، أهلاً بك، وزادك الله حرصاً على تتبّع أحداث السيرة، أما بالنسبة لسؤالك؛ فإنّ غزوة تبوك من أعظم الغزوات التي خاضها الرسول -صلى الله عليه وسلم- من حيث العدد، وهي آخر حملةٍ عسكريّةٍ قام بها الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وقد وقعت في رجب من العام التّاسع الهجري.

وقد تعددت آراء العلماء في سبب تسمية معركة تبوك بهذا الاسم، وسأذكرها فيما يأتي:

1. نسبةً الى الموقع التي انتهى وصول الجيش إليها وهي عين تبوك

وهي منطقة تقع في بادية الشّام، شمال الحجاز، قريبة من قُرى مَدين التي بُعث فيها سيدنا شعيب -عليه السلام-، وهو ما عليه غالبية علماء السّير.

1. نسبةً إلى اسم بِركة لأبناء سعد من بني عذرة.
2. نسبةً إلى حِصن فيه ماء، وعين، ونخيل، ويقع بنصف طريق الشام.

وقد سمّيت غزوة تبوك بأسماء عدّة تبعاً لاعتبارات عدّة، وبيان ذلك فيما يأتي:

1. غزوة العُسرة

سُمّيت بهذا الاسم؛ لأنّ الناس وقت الغزوة كانوا في عُسرة، وكان الجوّ شديد الحرارة، وكانوا صياماً في شهر رمضان، وكانوا في ضَنك، والمسافة بعيدةٌ، مع قلة الموؤنة والدّواب التي تنقل المجاهدين، ولهذه الأسباب مجتمعةً سُمّيت بالعُسرة، قال الله -تعالى-: (لَقَد تابَ اللَّـهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالمُهاجِرينَ وَالأَنصارِ الَّذينَ اتَّبَعوهُ في ساعَةِ العُسرَةِ). "سورة التوبة: 117"

1. الفاضحة

سُمّيت بهذا الاسم؛ لأنّها كشفت ما في نفوس المنافقين، وفضحت نواياهم، وما يُبطنون من كرهٍ وعداوةٍ للإسلام والمسلمين.

وقعت غزوة تبوك بين المسلمين والروم، فأمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بتجهيز الجيش، رغم الظّروف القاسية المحيطة بهم؛ للقضاء على الروم، بعدما وصلت أخبارٌ للرسول -صلى الله عليه وسلم- أنّهم يُعدّون العُدّة لغزو المسلمين، وعندما رأى الروم جيش المسلمين فرّوا هاربين؛ فتحقّق النّصر للمسلمين دون قتال، وبقي الرسول -صلى الله عليه وسلّم- بضعة أيّامٍ في تبوك، ثم رجعوا إلى المدينة المنورة.