ضد من قاتل المسلمون في غزوة تبوك؟

حياك الله -تعالى- السائل الكريم، وأسأل الله لك الزيادة في العلم والهدى والتقى، حصلت غزوة تبوك بين المسلمين والروم، وتُعد غزوة تبوك من أصعب الغزوات على المسلمين، ولذلك سُميت بغزوة العسرة، وحصلت في منطقة تبوك، في رجب من العام التاسع للهجرة.

قاد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسلمين وكانوا 30.000 مقاتلٍ مسلم، وفي المقابل قاد الملك هرقل الجيش الروماني وكانوا 40.000 مقاتلٍ، وكانت بذلك آخر الغزوات التي خاضها سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- قبل وفاته.

ولم تكن غزوة تبوك هي الغزوة الوحيدة التي دارت بين المسلمين والروم، بل خاضوا معهم العديد من المعارك؛ مثل معركة مؤتة، واليرموك، وأجنادين، ويجدر بنا ذكر أن الروم دولة مسيحية عاشت في العصور القديمة، وتمركزت في عاصمتها القسطنطينية إلى نهاية العصور الوسطى، وأُطلق عليها عدّة مسميات كما يأتي:

1. الإمبراطورية البيزنطية أو بيزنطة.
2. الإمبراطورية الرومانية الشرقية.
3. رومانيا.

وحصلت هذه الغزوة بعد أن بلغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الروم قد تجهزت بجيش كبيرٍ لقتال المسلمين، وأنهم يريدون السوء بهم، فما لبث -عليه السلام- إلّا وأن قام بدعوة القبائل العربية المجاورة له بالإضافة لأهل مكة للنفير العام، وبالفعل جاء المقاتلون للمدينة من كل حدب وصوب؛ تلبيةً لنداء الرسول -صلى الله عليه وسلم- وإعلاءً لكلمة الحق.

ولم يأبه -عليه الصلاة السلام- وأصحابه للظروف العصيبة المتعلقة بالحر ونقص الزرع والماء هذا العام، بل توكلوا على الله -سبحانه وتعالى- وتجهزوا للجهاد، ولما وصل النبي إلى منطقة تبوك وجد أن الروم قد فرّوا؛ خوفاً من جيش المسلمين، فاستشار النبي أصحابه بعدها في اجتياز حدود الشام واللحاق بهم، فأشار عليه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بأن يرجع بالجيش إلى المدينة.