0

ما الحكمة من الطواف حول الكعبة؟

أنا شاب دخلت في نقاش ديني مع صديقي، وسألني بعض الأسئلة، مثل: لماذا الطواف حول الكعبة سبع مرات؟ وما سبب الطواف حول الكعبة من اليسار؟ وأحتاج إلى مساعدتكم في إجابة واضحة ومقنعة لفكرة تساؤلاته التي خلاصتها: ما الحكمة من الطواف حول الكعبة؟ أرجو المساعدة مع الشكر.

15:29 09 نوفمبر 2022 3756 مشاهدة

0

إجابات الخبراء (1)

1

إجابة معتمدة
آية غنام
آية غنام . الشريعة
تم تدقيق الإجابة 15:29 09 نوفمبر 2022

حياك الله السّائل الكريم، وسأجيبك على هذه التساؤلات بشيءٍ من التفصيل في النّقاط الآتية:


  1. أولاً: امتثالاً لأمر الله -عز وجل-

ولعلّي سأفصّل بالكلام حول هذه النقطة أكثر من غيرها، لأنّها الأساس في تعبّدنا لله -عزّ وجلّ-، فإذا سأل سائلٌ عن الحكمة من الطواف حول الكعبة، نقول له: هكذا أمرنا الله -تعالى-، وعلينا الاستسلام والانقياد فيما أمر به أو نهى عنه، سواءً ظهرت الحكمة من ذلك أم لم تظهر.


وهذا الأمر في الحقيقة هو من أعظم مقاصد التكاليف الشرعية التي تتجلّى فيها العبودية الحقيقية لله -سبحانه-، فنحن نُصلّي مثلاً لأنّ الله أمرنا بذلك، ونطوف حول البيت لأنّ الله أمرنا بذلك، ألم يقل النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (خذوا عني مناسككم)، [أخرجه مسلم] فالطواف حول الكعبة شعيرة من شعائر الإسلام، ونوقن في الوقت ذاته أنّها بُنيت من حجارة لا تضرّ ولا تنفع.


إذاً فنحن نفعل ذلك طاعةً لله وامتثالاً لأمره، ولا يُشترط أن نبحث عن سبب فرض هذه العبادة، بل نوقن أنّ الله ما فرض علينا شيئاً إلا لخير، وما نهانا عن شيءٍ إلا لخيرٍ أيضاً، وعلى هذا أيضاً تُقاس العديد من الأسئلة، فإذاً لماذا نُصلّي الفجر ركعتين؟ ولماذا نُصلّي الظهر أربع ركعات؟ هذا هو جوهر الإسلام، التسليم لله -تعالى- وامتثال أوامره.


  1. ثانياً: تعظيماً لهذا المكان

وهذا الأمر الثاني يتفرّع من الأمر السّابق، فقد عظّم الله -عزّ وجلّ- هذا المكان وشرّفه، وأمر المسلمين بأداء العبادة فيه وتعظيمه، فقيام المسلم بالطواف حول هذا البيت فيه تعظيمٌ لهذا المكان، وهذا التعظيم مستمدٌّ من تعظيم الله له، قال -تعالى-: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ). [الحج:32]


  1. ثالثاً: لإقامة ذكر الله -تعالى-

مِن حِكم الطواف حول بيت الله إقامة ذكره -سبحانه-، فالطائف يذكر الله في كلّ أفعاله ومناسكه، سواء بالمشي أم باستلام الحجر الأسود أم الركن اليماني وغير ذلك، فكلّ هذه الأفعال فيها إقامة لذكر الله، وكذلك إذا نظرنا إلى الصلاة، فالمُصلّي فيها يذكر الله في قيامه وركوعه وسجوده، إذاً فمن مقاصد هذه العبادات العظيمة إقامة ذكر الله -تعالى-.


  1. رابعاً: كذلك الأمر في تقبيل الحجر الأسود

وأشرت إلى ذلك لأنّ مَن يسأل عن الحكمة من الطواف حول الكعبة قد يتساءل عن الحكمة من تقبيل الحجر الأسود، ويُبنى ما سبق على هذا أيضاً، حيث نفعل ذلك امتثالاً لأمر الله -تعالى- واتِّباعاً لنبيّه المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، لذلك قال عمر -رضي الله عنه- عندما قبّل الحجر الأسود: "إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقبلك ما قبّلتك".

1

لماذا كانت الإجابه غير مفيده
0/ 200
لقد تجاوزت الحد الأقصى من الحروف المسموحة
رجوع