ما هو المقصود بالعبادة؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حياك الله، إنَّ الغاية المحبوبة لله، والمَرضيَّة له من خلق الجنّ والإنس هو تحقيق العبودية له -تعالى-، قال الله -تعالى-: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، "سورة الذاريات: 56" فما خلق الله الخلق، ولا أرسل الرّسل، ولا أنزل الكتب إلّا لأجل تحقيق هذه الغاية، قال الله -تعالى-: (وَما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسولٍ إِلّا نوحي إِلَيهِ أَنَّهُ لا إِلـهَ إِلّا أَنا فَاعبُدونِ). "سورة الأنبياء: 25"

ولأجل تحقيق هذه الغاية لا بُدَّ للمسلم أن يعرف معنى العبادة، وذلك فيما يأتي:

1. العبادة لغةً: مأخوذة من التعبّد، وهو التذلّل، يُقال: طريقٌ مُعبّدة أي مُذلّلة قد وطئتها الأقدام.
2. عرّف بعض العلماء العبادة بأنّها: التذلّل لله والخضوع له بفعل أوامره واجتناب نواهيه.
3. عرّفها آخرون وهو التعريف الأشهر بأنّها: اسمٌ جامعٌ لكلّ ما يُحبّه الله ويرضاه؛ من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة.

وتحقيق العبادة هو سبب السعادة في الدنيا والآخرة، كما قال بعض العلماء: "العبادة طاعة طوعيّة، ممزوجة بمحبّة قلبيّة، تُفضي إلى سعادة أبدية"، وكلّ قولٍ أو عمل يُحبّه الله ويرضاه فهو عبادة، والعبادة تنقسم إلى قسمين:

1. عبادة ظاهرة

ومن أمثلتها: الصلاة، والصيام، والحجّ، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، والدعاء، والإحسان لليتيم.

1. عبادة باطنة (قلبية)

ومن أمثلتها: حبّ الله ورسوله، وخشية الله، والإنابة إليه، والتوكل عليه.

ومن خلال النّظر في التعريفين السابقين للعبادة، نُلاحظ أنَّهما قد احتويا على رُكني العبادة، وهما:

1. غاية الذلّ والخضوع.
2. غاية المحبّة.

والعبادة كما ذكرتَ السائل الكريم تنقسم إلى أقسامٍ كثيرةٍ باعتباراتٍ متنوعة، فتنقسم إلى:

1. عبادات محضة لا تتعلّق إلا بالله

ومثالها: قراءة القرآن، والذّكر، والدّعاء، والصلاة.

1. عبادات تتعلّق بالنّاس

ومثالها: نفقة الزّوجة والأولاد، وصلة الأرحام، وأداء الدَّين.