1

لماذا خلق الله الجن والإنس؟

السلام عليكم، أنا شاب عمري 20 سنة، وأعرف أنّ الله تعالى لا يخلق شيئاً إلا لحكمة فهو الحكيم العليم، لكنني أريد أن أعرف لماذا خلق الله الجن والإنس؟

12:53 21 ديسمبر 2021 457 مشاهدة

1

إجابات الخبراء (1)

1

إجابة معتمدة
علاء الزرو
علاء الزرو . الشريعة
تم تدقيق الإجابة بواسطة ايناس مسلم 12:53 21 ديسمبر 2021

وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته، إنَّ لخلق الله -تعالى- للجنِّ والإنس حِكَماً عظيمةً جليلةً، أخبرنا الله -تعالى- عن بعضها في كتابه العزيز، وسأذكر لكَ بعض هذه الحِكَمَ وهي كما يأتي:


  1. عبادة الله وحده

وذلك لقوله -تعالى-: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ* مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ* إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ). "الذاريات: 56-58"


وعند النظر في تفسير هذه الآيات، نرى أنَّ الله -تعالى- يخبرنا صراحةً أنَّ سبب خلقه للجنِّ والإنس ما هو إلّا لعبادته وحده لا شريك له، ويقرّوا بهذا طوعاً أو كرهاً، لا لأنَّ الله محتاجٌ لهم، بل هم المحتاجون والفقراء إليه، ومعنى العبادة هي: التذلل والاستسلام الكامل لله -تعالى- محبةً وتعظيماً، بفعل أوامره واجتناب نواهيه، قولاً وفعلاً، وظاهراً وباطناً.


ومن معاني (إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، قول ابن جُريج في تفسيرها، أي "إلا لِيَعرفون"؛ أي ليكونوا على علمٍ بالله -تعالى- وعبادته، فيعرفوا صفات وعظمة وجلال اللهِ الخالقِ المعبودِ بدايةً، وأنه هو الذي خلقهم على أحسن تقويم، وأنعم عليهم بنعمه العظيمة، ثم يُخلصوا له بعبادته وشكره وذكره عن علمٍ ومعرفةٍ بمراده هو -سبحانه- في العبادة.


  1. الاستخلاف في الأرض

وذلك لقوله -تعالى-: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ). "البقرة: 30"


وهذه الآية تُشير لأحدِ أهم أسباب خلق الله -تعالى- للجنِّ والإنس وهي؛ الاستخلاف في الأرض، ومعناها أن يتمَّ عمارة الأرض بالخير والصلاح والعدل، كما بّينه -سبحانه- في منهج شريعته؛ لتكون منهج حياة الجنِّ والإنس في شتى مناحيها على طاعته وشرعه، بما أنزل في كتبه وآياته، وبما بينه رسله، إلّا أنَّ الجن قد أساؤوا فأفسدوا في الأرض، فاستخلف الله الإنس، فمنهم مُحسنٌ، ومنهم ظالمٌ لنفسه.


ولا بد أن نؤكّد أنَّ لله -تعالى- في خلقه أو تشريعه أو في أيَّ تدبيرٍ له في هذا الوجود حكمةٌ أو حِكَمٌ عظيمةٌ، عَلِمَها من عَلِمَها، وجَهِلَها من جَهِلَها، وقد يُعلِّمها الله -تعالى- لبعض خلقه دون الآخر.

1

لماذا كانت الإجابه غير مفيده
0/ 200
لقد تجاوزت الحد الأقصى من الحروف المسموحة
رجوع