هل هناك فرق بين الجن والشياطين من حيث القدرات والقوة؟

حياك الله وجنبنا وإياك السوء، إن الإنس والجن هم الثَقلين الذين نص المولى -سبحانه وتعالى- على خلقهم وطلب العبادة منهم، يقول -سبحانه-: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)"الذاريات: 56"، فالجن هم من جنس المخلوقات المأمورة بالعبادة، أما الشياطين فهم المَردة من المخلوقات وما كان من ذرياتهم، فقد تكون الشياطين من الجن والإنس على سبيل المجاز.

ودليل ذلك قوله -تعالى-: (وكذلك جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ)، "الأنعام: 112" فهنا يظهر أن الإنس والجن قد يطلق عليهم لفظ شيطان إن كانوا متمردين وطاغين.

والشيطان الرجيم هو أبو الشياطين والذي بدأ التمرد؛ قال -سبحانه وتعالى-: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا* قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً). "الإسراء: 62،61"

ومن لم يتمرد وآمن بالله تعالى من الجن لا يسمى شيطاناً؛ إنّما يسمى جناً مؤمناً، يقول -سبحانه وتعالى-: (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا* وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا). "الجن: 15،14"

والجن كالإنس منهم المسلم ومنهم الكافر؛ فهم يمتلكون العقل والإدراك، ويستطيعون التمييز بين الحق والصواب، والرسول -صلى الله عليه وسلم- بُعث للإنس والجن على حد سواء، ولذلك فهم محاسبون مثلهم مثل الإنس.

فالجن عالم كبير، والشياطين جزء من هذا العالم؛ فهم الصنف الكافر من الجن، لذا فإنهم يشتركون في الصفات والقدرات ولكن يختلفون في العقائد، كالإنس المؤمن والإنس الكافر يشتركون فيما بينهم بذات الصفات والقدرات، إنما الفرق بينهما في الإيمان والكفر، ومن قدرات الجن ما يأتي:

1. الوسوسة والإيحاء للإنسان بفعل أمر ما.
2. القدرة على التشكل واختراق الأبنية والجدران.
3. قعودهم في أماكن عالية تصل لاستراق السمع.