السلام عليكم، أنا شاب أعاني كثيراً مع والديّ، إذ يفعلان أخطاء كثيرة جداً في التعامل مع بعضهما البعض، ولا يستمعان لي عند نصحهما، وأنا لا أعرف كيف أبر بهما رغم ما يفعلانه، وأريد معرفة كيف يمكن الصبر على أخطاء الوالدين؟
0
السلام عليكم، أنا شاب أعاني كثيراً مع والديّ، إذ يفعلان أخطاء كثيرة جداً في التعامل مع بعضهما البعض، ولا يستمعان لي عند نصحهما، وأنا لا أعرف كيف أبر بهما رغم ما يفعلانه، وأريد معرفة كيف يمكن الصبر على أخطاء الوالدين؟
0
0
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وفّقكم الله أخي السائل لكلّ الخيرات والمبرّات، وجنّبنا وإياكم جميع السيئات والزلّات، وفيما يخص سؤالك: فكما قلت عليك بالصبر على ذلك، إذ ليس للابن أن يعترض على والديْه أو أن لا يبرّهما، لأنهما علّة وجوده، وجنّته وناره، وغضب الربّ من غضبهما، ورضاه من رضاهما.
وقد ثبت عن عبد الله بن عَمرو -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (رضَا الرَّبُّ في رضا الوالدِ وسَخطُ الرَّبِّ في سَخطِ الوالدِ) "أخرجه الترمذي، وصحّحه الألباني".
وبالنسبة لأخطاء العلاقة بينهما؛ فإنّ أنسب الطّرق إلى علاج هذا الأمر هو التدخّل بالحُسنى وإصلاح ذات البيْن بينهما، وإشراك الوساطات ومَن يحترمان ويحبّان رأيه، بالإضافة إلى استخدام الأساليب المُفضية إلى تطييب العلاقة بينهما.
وحتى لو كان ذلك بنقل الأخبار السارة لكل واحد منهما عن الآخر، فقد ورد عن أم كلثوم بنت عقبة أنها سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس، فينمي خيرا أو يقول خيرا). "أخرجه البخاري"
فعليك أن تبتغي الأجر من الله -تعالى- في صبرك على معالجة هذا الأمر، وأن تمضي به متذكّرا ومُمتثلاً قول الله -تعالى-: (وَاخفِض لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحمَةِ وَقُل رَبِّ ارحَمهُما كَما رَبَّياني صَغيرًا). "الإسراء: 24"
واعلم أخي الكريم أنّ برّ الوالدين من أفضل الأعمال وأحبّها إلى الله -تعالى-، لما ثبت في الحديث عن عبد الله بن مسعود قال: سألت النبي -صلى الله عليه وسلم-: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: (الصلاة على وقتها، قال: ثم أي؟ قال: ثم بر الوالدين، قال: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله). "أخرجه البخاري"
وللوالدين حقّ الطاعة في كل الأمور إلا فيما هو معصية لله، قال الله -تعالى-: (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا). "لقمان: 15"
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.