حيّاك المولى، وأصلح ذات بينكم. لقد تعددت أقوال أهل العلم في مسألة منع الزوجة من زيارة أهلها إلى قولين؛ أبيّنهما كما يأتي:
- عدم الجواز
وهو قول الحنفية والمالكية؛ حيث قالوا بأنّ الزوج إذا منع زوجته من زيارة أهلها، وكان أحد والديها مريضاً يحتاج إلى خدمتها؛ فلها أن تعصيه في هذا الأمر وتخرج لزيارة والديها المرضى، كما ذهب القائلون بهذا الرأي إلى أنّ من حق الزوجة زيارة أهلها مرة كل أسبوع، وزيارة أقاربها مرة كل سنة، سواء كان بإذنه أم بغير إذنه.
- الجواز
وهو قول الشافعية والحنابلة؛ حيث قالوا بأنّ على الزوجة طاعة الزوج، وهي مقدمة على طاعة الوالدين؛ فله أن يمنعها من الخروج لزيارتهما، أو من قدومهما إلى منزله إن خشي على بيته ونفسه الضرر، أمّا إن لم يترتب على زيارتهما ضرر فلا يحقّ له أن يمنع ذلك، ولا يحقّ لها أيضاً أن يمنع تواصلهما مع ابنتهما.
والذي أنصحك به أختي السائلة أن تسددي وتقاربي بين الأمرين؛ وبأن تحاولي التقرب من زوجك وإقناعه بالحسنى، وتذكيره بأجر المبادرة والعفو، ولا تنسي محاولة الإصلاح بينه وبين أهلك بطرق كل أبواب الودّ والمحبة بينهم.
وإلى أن تنصلح الأمور بينهم حاولي صلة الرحم قدر المستطاع؛ عبر مهاتفة والديك، وتقديم بعض العون من مال أو نحوه إن كانا بحاجة له، أو بقدوم أهلك لزيارتك إن لم يمانع زوجك من ذلك.