هل يحق للزوجة زيارة أهلها كل يوم؟

حياك الله، وجمع بينكما بالخير وأعانكما على البر والتقوى، تكلم أهل العلم في مسألة زيارة الزوجة لبيت أهلها، ووجدوا أن التشريع الإسلامي لم يحدد عدداً للزيارات، أو ألزم الزوج بشيءٍ محددٍ؛ فهذا يعتمد على تعدد أحوال الناس وأعرافهم، ومشاغل الزوج، وقرب أهل زوجته وبُعدهم، وظروف عمله، وأوضاعه المادية، وأوقات راحته وإجازاته، فيجب على الزوجين أخذ كلّ ذلك بعين الاعتبار.

ويجب على الزوجة مراعاة بيتها وأمور زوجها، وعدم إهمال واجباتها تجاهه، وعدم تكليفه فوق طاقته، وعلى الصعيد الآخر لا يجوز للزوج أن يكون سبباً في قطيعة الزوجة لرحمها، أو أن يمنعها من بر أهلها؛ فهذا يُوجبه الإثم.

ولتعلم أخي السائل أن زيارة المرأة لأهلها له الأثر الكبير في تجديد حالتها النفسية، ويزيد من شوقها إليك ويُعيد نشاطها للاهتمام ببيتها، ويجعلها مرتاحة البال، وإن كان أهلها من الصالحين المصلحين فهم يزيدونها حرصاً، ويبدون لها محاسن طاعتك، وعدم الخروج عن أمرك، فكل هذا يعود عليكما بالنفع والخير والراحة -بإذن الله-.

ومن المؤكد أن صلة الأرحام في الإسلام لها شأنٌ عظيمٌ؛ فقد أوجبها الله -سبحانه- وحذر من قطعها، فيقول المولى -عزوجل-: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيباً﴾. "النساء: 1"

ويقول -سبحانه-: ﴿وَآتِ ذَا القُربى حَقَّهُ وَالمِسكينَ وَابنَ السَّبيلِ وَلا تُبَذِّر تَبذيرًا﴾، "الإسراء: 26"، وفي صحيح البخاري ما يُثبت هذا أيضاً، إذ يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ، فَلَمَّا فَرَغَ منه قامَتِ الرَّحِمُ، فقالَ: مَهْ، قالَتْ: هذا مَقامُ العائِذِ بكَ مِنَ القَطِيعَةِ، فقالَ: ألا تَرْضَيْنَ أنْ أصِلَ مَن وصَلَكِ، وأَقْطَعَ مَن قَطَعَكِ، قالَتْ: بَلَى يا رَبِّ، قالَ: فَذَلِكِ لَكِ).

وصلة الرحم تكون مادية ومعنوية، وأدنى ذلك الاتصال بهم، والتواصل معهم والسؤال عن أخبارهم، والاطمئنان على حالهم.