1

هل يجوز زيارة قبر زوجي أثناء العدة؟

أنا فتاة أربعينية، توفي زوجي قبل شهرين في حادث سير مؤسف، ودفنوه في مكان بعيد عن سكني، وأشعر أنني أشتاق له جداً، ففراقه ليس سهلاً عليّ ولا على أولاده الخمسة، وغداً أول أيام عيد الأضحى المبارك، وأرغب في الذهاب إلى زيارة قبره، فهل أستطيع زيارة قبره وأنا ما زلت في العدة؟

13:03 30 سبتمبر 2021 20330 مشاهدة

1

إجابات الخبراء (2)

1

إجابة معتمدة
محمد صالح
محمد صالح . الشريعة
تم تدقيق الإجابة بواسطة هانئة سالمين 13:03 30 سبتمبر 2021

أسأل الله أن يرحم زوجك ويغفر له ويوسّع له في قبره، وأن يجبر مصابك، ويرزقك الصبر وحسن الاحتساب.


أما زيارة قبر زوجك أثناء العدة ففيه محذوران:

  1. الأول: خروجك أثناء العدة لغير ضرورة

فزيارة القبر ليست حاجة ملحة يباح لأجلها خروج المعتدة من بيتها، خاصة أنك ذكرت في سؤلك أنه دُفن -رحمه الله- في مكانٍ بعيد عن سكنك، وهذ يعني اضطرارك لقطع مسافة طويلة.


ومعلوم أن الحكم الشرعي للمرأة المعتدة من وفاة لزوم بيتها والحرص على عدم الخروج لغير ضرورة، فإن وُجدت الحاجة أو الضرورة جاز لها الخروج، كخروجها للعلاج أو شراء حاجياتها أو العمل إذا كانت محتاجة له، أما زيارة قبر زوجك ليست من الحاجيات الضرورية.


  1. الثاني: زيارة المرأة للقبور

وقد جاء النهي عن زيارة المرأة للقبور كما في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (لعن الله زوّارت القبور)، "صحّحه ابن تيمية" وحكمة النهي عن ذلك أن المرأة ضعيفة الصبر في هذه المواقف في الغالب، فيُخشى أن يصدر منها ما فيه تجاوز للحدود الشرعية من الصراخ والندب والعويل.


ويرى بعض العلماء أن النهي عن زيارة القبور منسوخ، وبعضهم يرى أنه باق على حاله من التحريم، وبعضهم يرى كراهة زيارة المرأة للقبور.


وعليه فالأحوط عدم زيارتك للقبر فى العدة، فعهدك بمصيبة موت زوجك جديد، وزيارتك لقبره سيجدد حزنك ولا شك، وقد يصدر عنك مخالفة شرعية كالبكاء والعويل الشديد، فتكوني سبباً في عذاب زوجك رحمه الله.


فقد ورد في الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الميت يعذب في قبره بما نيح عليه)، "أخرجه البخاري" والأرجح أن المقصود بالعذاب هو تألّمه لأجل ما يسمعه من بكاء أهله وعويلهم.


ومن الوفاء لزوجك والخير لك الحرص على الدعاء والاستغفار له، ودعائك له في المقبرة كدعائك له في بيتك، بل قد يكون دعائك في بيتك أعظم وأفضل إذا احتسبتِ ذلك عند الله.


فإذا انقضت عدتك فلك أن تزوري قبر زوجك ملتزمة بالضوابط الشرعية، ففي زيارة القبور عبرة ترقّ لها القلوب، يقول صلى الله عليه وسلم: (نَهَيْتُكُمْ عن زِيارَةِ القُبُورِ، فَزُورُوها). "أخرجه مسلم"


والله تعالى أعلم

1

لماذا كانت الإجابه غير مفيده
0/ 200
لقد تجاوزت الحد الأقصى من الحروف المسموحة
رجوع

0

مهند الحاج حسن
مهند الحاج حسن . الشريعة
تم تدقيق الإجابة بواسطة هانئة سالمين 10:57 07 نوفمبر 2021

أهلاً بك يا أختنا العزيزة، وأسأل الله -عز وجل- أن يرحم زوجك ويغفر له، وأن يجعل قبره روضةً من رياض الجنة، وأن يربط الله -تعالى- على قلبك ويعينك على ما أصابك.


وأما بما يخص سؤالك عن جواز زيارة قبر زوجك وأنت في فترة العدة بعد وفاته؛ فإن هناك رأي لدى بعض العلماء حول زيارة القبور للمرأة سواء قبر الزوج أو غير الزوج [١] ، وحتى إن كنتِ لا تزالين بالعدة، وذلك قياساً على جواز خروج المرأة عموماً، وإن كانت هذه الزيارة لا بُدَّ منها فيجوز للمرأة المعتدّة ذلك ولكن بشروط:


  1. أن لا تخرج متزينة بأي شكل من أشكال الزينة؛ كالعطر أو الكحل أو ملابس الزينة وغيرها.
  2. عدم مخالطة الرجال، وذلك بالابتعاد عن مواطن المخالطة قدر المستطاع.
  3. المرافقة مع إحدى المحارم للذهاب إلى المقبرة في حال كانت بعيدة أو بمنطقة نائية.
  4. اجتناب الصراخ والعويل ومعرفة الأوقات لزيارة القبور.
  5. أن تكون الغاية من الزيارة هي العبرة والموعظة من النهاية الحتمية لكل من هو على وجه هذه الأرض.


وهذا الرأي ذهب إليه أتباع المذهب الشافعي، فيرى الشافعية بخلاف جمهور أهل العلم أنَّ زيارة القبور مكروهة وليست محرَّمة وذلك بناءً على أدلة، وهذه الأدلة تتلخَّص بما يأتي:

  1. (مَرَّ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بامْرَأَةٍ عِنْدَ قَبْرٍ وهي تَبْكِي، فَقالَ: اتَّقِي اللَّهَ واصْبِرِي)، أخرجه البخاري عن أنس بن مالك، ولم ينهها عن الزيارة، أو يطلب منها العودة وما شابهه من أفعال من الرسول -صلَّى الله عليه وسلم- التي تُحمل على التشريع.
  2. عن عائشة -رضي الله عنها- قالَتْ: (قُلتُ: كيفَ أَقُولُ لهمْ-أهل القبور- يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ قُولِي: السَّلَامُ علَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَيَرْحَمُ اللَّهُ المُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ، وإنَّا إنْ شَاءَ اللَّهُ بكُمْ لَلَاحِقُونَ). أخرجه الإمام مسلم عن أم المؤمنين عائشة


ويرى أصحاب هذا المذهب أنَّ الحداد على المتوفى يكون بأمرين وهما:

  1. الأول: بالمبيت في بيت الزوجية، أي يرون بجواز خروج المرأة إلى أي مكان ولو لم يكن لحاجة أساسيةٍ مُلحَّةٍ أو لعذرٍ شرعي. أمّا حكم قضاء الأرملة فترة العدة في بيت أهلها فيكون بشروط.
  2. الثاني: عدم التزيُّن بأي من أشكال الزينة [٢] ، أمَّا في مسألة حمل زيارة المرأة المعتدة للمقابر على الكراهية، فليست لخروجها وهي بالعدة، وإنَّما للخلاف المشهور بين أهل العلم بمسألة جواز زيارة المرأة للقبور، سواءً في حال العدة أو غيرها، فقد قال كثير من العلماء إنَّ الأولوية هو عدم زيارتها للقبور؛ وذلك لتجنُّب الاختلاط، واجتناب ما ينتج من صراخ وعويل لعدم قدرة المرأة في ضبط نفسها والسيطرة على أعصابها أحياناً.


ولكن الخلاف جاء بين أصحاب هذين الرأيين بالتحريم أو الكراهة، فرأى أصحاب الرأي الأول عدم زيارتها للقبور لعدّة أدلة يستندون عليها، فقالوا بجوازه للرجال ومنعه للنّساء، أمّا أصحاب الرأي الثاني ذهبوا إلى جواز زيارة القبور لكلا الطرفين، ولكِّنهم مع ذلك حملُّوا هذه الزيارة للمرأة للقبور على الكراهة لا التحريم.


هذا والله تعالى أجلّ وأعلم.

0

لماذا كانت الإجابه غير مفيده
0/ 200
لقد تجاوزت الحد الأقصى من الحروف المسموحة
رجوع