سمعت عن حركات التجديد في الدين الإسلامي حديثًا، خاصة فيما يتعلق بالأحكام الشرعية، وأود السؤال هل يصح أن تشمل هذه الحركة أمور العقيدة الإسلامية أيضًا؟ وهل يجوز التجديد في العقيدة الإسلامية؟
1
سمعت عن حركات التجديد في الدين الإسلامي حديثًا، خاصة فيما يتعلق بالأحكام الشرعية، وأود السؤال هل يصح أن تشمل هذه الحركة أمور العقيدة الإسلامية أيضًا؟ وهل يجوز التجديد في العقيدة الإسلامية؟
1
1
حياكم الله، إنّ المسلم يجدّد إيمانه ويعمل على تقويته وزيادته، أمّا تجديد العقيدة الإسلامية الصحيحة كمبادئ ومعتقدات، فهذا لا يصحّ ولا حاجة له؛ لأنّها في أبهى صورها وأدقّ معلوماتها من عند الله- عز وجل-، فلو اجتمع أذى الأذكياء وأفضل الأدباء لن يأتوا بتصوّر أفضل عن العقيدة.
العقيدة تشمل الإيمان الصادق بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر، وتشمل أركان الإسلام وكيف نقوم بالعبادات والطاعات، فتنظّم علاقة الفرد بالله ورسوله وتربطه بصحابته، وتعلّمه كيف يتعامل مع الحاضر والغائب، والأفراد جميعهم بحاجة لتعلّم العقيدة وتعليمه؛ ليصل إلى يقين، لا التجديد والتلاعب بها حسب هوى نفس واضعيها.
ويجب الانتباه إلى عدة نقاط:
أمّا إذا كان المقصود بالتجديد الخروج عن القواعد، وعدم الأخذ بإجماع الفقهاء ونسيان كتب الفقه والبدء من جديد، فهذا غير مقبول شرعاً ولا عقلاً، فنحن لدينا تشريع مُنظّم أصيل تعهّد الله بحفظه، عندما حفظ لنا القرآن الكريم والسنة النبوية وفقه الصحابة والعلماء، وحبّب إليهم العلم وطلبه.
والواقع أنّ الله- عز وجل- بيّن للمسلمين كيفية التعامل مع هذا فقال: (اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا)، "المائدة:3" فليس بالدين نقص حتّى نبحث عن تشريعات جديدة.
قال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾، "آل عمران:7"
قال البغوي:"مُبَيِّنَاتٌ مُفَصَّلَاتٌ سُمِّيَتْ مُحْكَمَاتٍ من الإحكام، لإحكامها، فَمَنَعَ الْخَلْقَ مِنَ التَّصَرُّفِ فِيهَا لِظُهُورِهَا وَوُضُوحِ مَعْنَاهَا" وهذا أصل الكتاب وغالبه، أما ما يحتاج لاجتهاد ودراسة فهو شيء يسير، أصله موجود في الأيات المُحكمات.
1
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.