حياك الله السّائل الكريم، أجمع الفقهاء على حرمة شراء الخنزير وتربيته وبيعه، ولا يُستفاد منه بأيّ وجه، وقد اتّفقوا أيضاً على عدم اعتباره مالاً متقوِّماً، وذلك لأنّ الخنزير نجس العين ولا يمكن الانتفاع منه، وقد نهى الإسلام عن بيعه، وممّا يدلّ على ذلك:
- عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-: (إنَّ اللهَ ورَسوله حَرَّمَ بَيْعَ الخَمْرِ، والمَيْتَةِ والخِنْزِيرِ والأصْنَامِ، فقِيلَ: يا رَسولَ اللهِ، أرَأَيْتَ شُحُومَ المَيْتَةِ، فإنَّهَا يُطْلَى بهَا السُّفُنُ، ويُدْهَنُ بهَا الجُلُودُ، ويَسْتَصْبِحُ بهَا النَّاسُ؟ فَقالَ: لَا، هو حَرَامٌ). [أخرجه البخاري]
- قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الخِنْزِيرَ...). [أخرجه البخاري]
وقد استدلّ العلماء من هذه الأحاديث وغيرها على حرمة اقتناء الخنزير وحرمة لحمه، فلو جاز الانتفاع به لما شُرِع إتلافه، حتى أنّ حرمة اقتناء الخنزير أشدّ من اقتناء الكلب، وذلك لأنّ الكلب يُشرع اقتناؤه في بعض الحالات المحدودة؛ كالصيد والحراسة، أما الخنزير فلا يُنتفع منه بأيَّةِ حال.