ما هي الأدلة على أن أكل لحم الحصان حلال؟

حياك الله السائل الكريم، ذهب جمهور العلماء والأئمّة إلى جواز أكل لحم الحصان، واستدلّوا على ذلك بأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، سنذكرها لك فيما يأتي:

1. قال الله -تعالى- :(قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ)، "الأنعام:145" فاستدلّ العلماء على هذه الآية، وهي تفيد عموم حِلّ أكل ما ليس فيها، وقالوا أنّ ما سوى الميتة والدم المسفوح ولحم الخنزير حلالٌ أكلُهُ على الغالب، ما لم يرد نص آخر يخُصُّهُ ويُفيد تحريمه.
2. عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- قال: (نَهَى رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَومَ خَيْبَرَ عن لُحُومِ الحُمُرِ الأهْلِيَّةِ، ورَخَّصَ في الخَيْلِ)، "أخرجه البخاري" وفي هذا الحديث إشارة صريحةعلى إذن الرسول -صلى الله عليه وسلم- للصحابة بأكله على خلافِ لحم الحُمُر الأهْلِيَّة.
3. قول أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها-: (نَحَرْنَا علَى عَهْدِ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فَرَسًا فأكَلْنَاهُ). "أخرجه البخاري"
4. عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- أنّه قال: (أكَلْنا زمَنَ خَيبَرَ الخَيلَ، وحُمُرَ الوَحشِ، ونهانا النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- عن الحِمارِ الأهليِّ). "أخرجه مسلم"
5. عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- أنّه قال: (‪سافرنا مع رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وكنّا نأكلُ لحومَ الخيلِ، ونشربُ ألبانَها). "ذكره النووي في المجموع، صحيح"

وممّا يدل أيضاً على تحليل أكل لحمه، أنّ الحصان حيوان طاهر كباقي الدواب، وليس له مخلب أو ناب ليَحْرُم أكله، وأجمع عددٌ كبير من الصحابة والتابعين وكبار الأئمة من العلماء على جوازه؛ كالشافعية، والحنابلة، والظاهرية، وطائفة من السلف، وابن باز، وابن تيمية، وابن القيم، وابن عثيمين وغيرهم الكثير.