السلام عليكم، كثيرًا ما ألحظ أثر الصلاة على نفسي، وأشعر بأنها تهذبني وتجعلني أكثر أدبًا واحترامًا لمن حولي، وأود أن أعرف هل حقًّا للصلاة أثر في التربية؟ وما العلاقة بين الصلاة والتربية للنفس؟
0
السلام عليكم، كثيرًا ما ألحظ أثر الصلاة على نفسي، وأشعر بأنها تهذبني وتجعلني أكثر أدبًا واحترامًا لمن حولي، وأود أن أعرف هل حقًّا للصلاة أثر في التربية؟ وما العلاقة بين الصلاة والتربية للنفس؟
0
0
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، إنّ ما ذكرته من أثر الصلاة على نفسك صحيح؛ إذ تنعكس على سلوكيات العبد وتعامله مع نفسه ومع غيره، وأمّا بالنسبة للعلاقة بين الصّلاة والتربية، فإنّ العلاقة بينهما وطيدة؛ لأنّ الصّلاة تُربّي المسلم على الصّبر، واحترام المواعيد، والاستعداد للوقوف بين يدي الله -تعالى-، فالصّلاة من أهم وسائل تربية النفس وتهذيبها في الإسلام.
يقول الله -تعالى-: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ)، "العنكبوت: 45" فالأمر هنا مُوجّه إلى الأمة بإقامة الصّلاة، لأنّها تنهى عن الفحشاء والمنكر -أي تنهى المصلّي- وحتى نحقّق هدف تربية النفس وتهذيبها في الصّلاة، لا بدّ من مراعاة عدّة أمور مهمة، منها ما يأتي:
• الاستعداد للصّلاة:
إنّ العبد إذا علم أنّه على موعدٍ عظيمٍ مع خالقه، يخلو به مع ربّه -عزّ وجلّ-، سارع بالاستعداد له بالطّهارة، وبصرف الشّواغل التي تقطعه أو تلهيه عن الصّلاة، فإنّ ذلك يُزكّي نفسه ويُربّيها على تعظيم الله -تعالى-.
• الخشوع :
الخشوع في الصّلاة هو حضور القلب فيها؛ بمعنى أن يكون العبد قد جمع قلبه وفكره في أذكار الصّلاة وأفعالها وحركاتها وتأنّى فيها، وصرف فكره عن كلِّ شيءٍ يشغله عنها، واستشعر عظمة الوقوف بين يدي الله -عزّ وجلّ- وتسبيحه ومناجاته، فإنّ ذلك يعود على قلبه بالاطمئنان؛ قال -تعالى-: (أَلا بِذِكرِ اللَّـهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ)، "الرعد: 28" وعلى نفسه بالسكينة والراحة.
• الحياء من الله -تعالى-:
إذا علم العبد تقصيره في حق الله -تعالى- وطاعته وغفلته عن ذكر الله -تعالى-، وارتكابه الذنوب والمعاصي، فإنّه يستحي من الله -عز وجل- ويجعله ذلك أحرص على إقامة الصّلاة؛ لأنّ فيها مغفرة الذنوب ورضى علام الغيوب.
ويظهر ممّا تقدم؛ أنّ الصّلاة تجعل العبد مطمئناً نفسياً، وعقلياً، وتحطيه هالة من السكينة ظاهراً وباطناً، الأمر الذي يحثه على الطّاعات، وتجتنب المعاصي والمنكرات، كما تجعله يتّصف بالرحمة مع غيره.
وتساعده على محاولة التزام الهدوء في موقف يستدعي الغضب مع الغير، والتّهذيب في القول والعمل معهم؛ فصلاة الجماعة للرجال مثلاً تطهّر النفس من الأنانية والأحقاد؛ فتزيد الألفة، والروابط الاجتماعية، وتزيل الفروق بين المصلين.
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.