متى أدعي دعاء القنوت في صلاة الفجر؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بارك الله فيكم، وثبتكم على الهدى والتقوى، وزادكم علما وإيمانا.

أما عن سؤالك عن دعاء القنوت في صلاة الفجر فهو مذهب الإمام الشافعي ومالك، وأما عن وقت الدعاء في صلاة الفجر فيكون بعد الرفع من ركوع الركعة الثانية وقولك: (سمع الله لمن حمده)، فترفع يديك وتدعو.

ولدعاء القنوت عدة صيغ نختار لك منها واحدة صحّت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهي التي اختارها الإمام الشافعي: (اللَّهمَّ اهدِني فيمَن هدَيتَ، وعافِني فيمَن عافَيتَ، وتَولَّني فيمَن تولَّيتَ، وبارِكْ لي فيما أَعطَيتَ، وقِني شرَّ ما قضَيتَ، فإنَّك تَقضي ولا يُقضى عليك، وإنَّه لا يَذِلُّ مَن والَيتَ، تبارَكتَ ربَّنا وتعالَيتَ). أخرجه القسطلاني في المواهب اللدنية، وهو حديث صحيح.

وعليكم السلام ورحمة الله، نسأل الله -عزوجل- لنا ولك الثبات على أداء صلاة الفجر، إنّ مسألة دعاء القنوت في صلاة الفجر مسألة تعددت فيها آراء الفقهاء؛ لورود ذلك بأحاديث أسانيدها ضعيفة، وقد ذهب المالكيّة والشافعيّة إلى استحباب ذلك، وبين كل منهما وقت الدعاء في صلاة الفجر، ونلخصها بما يأتي:

المالكية

1. ذهب الإمام مالك -رحمه الله- إلى أنّ وقت دعاء القنوت في الفجر يكون قبل الركوع بعد قراءة الفاتحة ودون تكبير، ويصحّ كذلك بعد الركوع لمن نسي، وهذا كله في الركعة الثانية من صلاة الفجر.
2. الدُّعاء لا يقتصر على ذكرٍ مُحدد، بل يدعو المسلم بكل حوائجه في الدُّنيا والآخرة، حتى أن الإمام مالك -رحمه الله- حثَّ على الدُّعاء والإلحاح به في الصلاة كلها من سجودٍ، وقعود، وقال إنه قد يكره في الركوع، مستدلاً بالحديث الضعيف الذي أورده السيوطي في الجامع الصغير عن أبي رافع مولى رسول الله أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (سلُوا الله حوائجَكم البتَّةَ في صلاةِ الصُّبحِ).
3. لا يُجهر عنده بدعاء القنوت.

الشافعية

1. ذهب الإمام الشافعي إلى أن وقت دعاء القنوت في صلاة الفجر يكون بعد الركوع، فيُكبِّر المُسلم ويستقيم قائماً بعد الركوع، ثم يقول "سمع الله لمن حمده"، وبعدها يدعو بدعاء القنوت، وهذا في الركعة الثانية من صلاة الفجر.
2. رأى الإمام الشافعي أنّ من لم يقنت قبل الركوع لا يقنت بعده، ويلزمه سجدتي سهو في آخر الصلاة.

وأما عن صيغة دعاء القنوت، فقد صحّ في إرواء الغليل للألباني عن الحسن بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما وأرضاهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو به، فيقول: (اللهمَّ اهدِنا فيمَن هدَيت، وعافِنا فيمَن عافيت وتولَّنا فيمَن تولَّيت، وباركْ لنا فيما أعطيت، وقِنا شرَّ ما قضيت، إنك تَقضي ولا يُقضى عليكَ، إنه لا يَذِلُّ مَن والَيت، ولا يَعزُّ مَن عاديت، تباركت ربَّنا وتعالَيت).

أما الحنابلة والأحناف فيرون أنّ دعاء القنوت يكون في الوتر ولا يكون في صلاة الفجر.