ما حكم القنوت في صلاة الفجر عند الشافعية؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أما بعد:

يُسن ويُستحب عند الشافعية القنوت في صلاة الفجر والمداومة عليه ^[١] ، مُستدلين بما يأتي:

1. ( أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قنَتَ شَهرًا، يَدْعو عليهم، ثُمَّ ترَكَه، وأمَّا في الصُّبحِ فلم يَزلْ يَقنُتْ حتى فارَقَ الدُّنيا)، أخرجه الحاكم بالمستدرك بسند صحيح.
2. مداومة عدد من الصحابة والتابعين والسلف على قنوت الفجر.

ولا تبطل صلاة الفجر بترك القنوت، ولكن يقوم بسجود السهو في حال ترك المصلي القنوت عامداً أو ناسياً كما ورد عن الإمام النووي ^[٢] ، ويكون القنوت بعد الرفع من الركوع الثاني في صلاة الفجر.

ودعاء القنوت هو نفسه دعاء قنوت الوتر، عن الحسن بن علي -رضي الله عنهما- قال: (علَّمَني رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كلِماتٍ أقولُهُنَّ في الوترِ اللَّهمَّ اهدِني فيمَن هدَيتَ وعافِني فيمن عافَيتَ وتولَّني فيمَن تولَّيتَ وبارِكْ لي فيما أعطيتَ وقِني شرَّ ما قَضَيتَ فإنَّكَ تَقضي ولا يُقضى عَليكَ وإنَّهُ لا يذلُّ من والَيتَ تبارَكْتَ ربَّنا وتعالَيتَ)، وهو حديث حسن صحيح أخرجه ابن حجر.

أهلاً سهلاً أخي الكريم، إن حكم القنوت في صلاة الفجر عند المعتمد في مذهب السادة الشافعية هو الاستحباب، فهي سنةٌ مؤكدةٌ عندهم، فمن تركه عامداً أو سهواً، فصلاته صحيحةٌ، لكن يسجد سجود السهو، ولا يكون في غيره من الصلوات إلا في النوازل.، ويكون محل الركوع عند الشافعية، في صلاة الصبح، في الركعة الثانية، بعد الرفع من الركوع. ^[١]

وذلك لما رواه الصحابي أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه قال: (ما زالَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- يقنتُ في الفجرِ حتَّى فارقَ الدُّنيا). "أخرجه أحمد، حسن".

وما رواه ابن عباس -رضي الله عنهما- فقال: (قنتَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- شهراً متتابعاً في الظهرِ والعصرِ والمغربِ والعشاءِ وصلاةِ الصبحِ في دبرِ كل صلاةٍ، إذا قال سمعَ اللهُ لمنْ حمدهُ من الركعةِ الآخرةِ يدعو على أحياءَ من سُليمٍ على رِعْلٍ وذَكْوَانٍ وعَصِيّةٍ ويُؤمِّنُ من خلفهُ). "أخرجه أبو داود، صحيح".