ما نصيب الأم والأختين والأخ الشقيق من ميراث أخيهم المتوفي؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، رحمه الله رحمةً وساعة، وصبَّر والدته وإخوته، إنَّ الأمَّ من أصحاب الفروضِ؛ أي أنَّ لها نصيباً مقدراً من الله -عزَّ وجلَّ- وإنَّ نصيبَ الأمِّ من تركةِ ابنها في هذه المسألة هو سدسُ التركةِ فرضاً من الله.

وذلك بسبب تعددِ إخوةِ الميت، وقد بيَّن الله -عزَّ وجلَّ- نصيب الأمِّ عند تعدد الإخوة في قول -تعالى-: (فَإِن كَانَ لَهُۥٓ إِخوَة فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعدِ وَصِيَّة يُوصِي بِهَآ أَو دَينٍ)." النساء: 11"

أمَّا أخاه الشيقيقَ فإنَّه يرثُ مع أختيه الشقيقتينِ في هذه المسألةِ بالتحديدِ ما بقي من التركةِ تعصيباً بعد توزيعِ نصيب الأمِّ؛ وذلكَ لعدمِ وجودِ أصلٍ وارثٍ للميِّت ولعدمِ وجودِ فرعٍ وارثٍ له، ويكونُ نصيب أخيه الذكر ضعفَ نصيبِ الأختِ الواحدةِ؛ وذلك تطبيقاً لقول الله -تعالى-: (فَلِلذَّكَرِ مِثلُ حَظِّ الأُنثَيَينِ). "النساء: 176"

ولا بدَّ من التنبيهِ إلى أنَّ التركةَ تُقسَّم على الورثةِ بعد سدادِ الدينِ إن كانَ على الميِّت دينٌ، وبعد تنفيذِ الوصيةِ إن كان قد أوصى بجزءٍ من ماله، وقد جاء ذلك صريحاً في قول الله -تعالى-: (مِن بَعدِ وَصِيَّة يُوصِي بِهَآ أَو دَينٍ). "النساء: 11"

وإنَّ هذا التقسيمَ المذكورِ في هذه الإجابة، إنَّما هو خاصٌ بهذه المسألةِ؛ إذ إنَّ للأمِّ أكثرَ من حالةٍ؛ حيث أنَّها ترث السّدسُ تارةً وترثُ الثلثَ تارةً أُخرى، ويختلف ذلك باختلافِ الورثةِ.

وكذلك الإخوةُ الأشِّقاء، يختلف نصيبهم باختلاف الورثةِ؛ إذ إنَّهم يرثونَ تارةً، ويُحجبونَ تارةً أخرى، وقد ترث الأخت الشقيقةِ بالفرضِ تارةً وبالتعصيبِ مع الغيرِ تارةً أخرى، ويرجع ذلك كلِّه لاختلافِ الورثةِ في كُل حالةٍ عن غيرها.

وفي الختام عليك العلم بأنَّ المسائل المتعلقةِ بالميراثِ وعملِ حصرَ الإرثِ وتقسيمِ التركةِ، إنَّما هو من اختصاص المحاكم الشرعيةِ؛ لذلك فإنِّي أنصحك بمراجعةِ المحكمة الشرعية لحصرِ الإرث ولمعرفة القسمة الشرعيّة لهذه المسألة.