0

ما عقوبة الغيبة في القبر؟

السلام عليكم، توفيت أختي قبل أسبوع، وهي رحمها الله كانت تغتاب الناس كثيراً، ومهما حاولت أن تتوب، فلم تتمكن من التوقف عن اغتياب الناس، وأريد أن أعرف ما عقوبة الغيبة في القبر؟ وهل هي الآن تعذب بسبب الغيبة؟

13:57 21 أكتوبر 2021 1521 مشاهدة

0

إجابات الخبراء (1)

0

إجابة معتمدة
خالد شرادقة
خالد شرادقة . الشريعة
تم تدقيق الإجابة بواسطة هانئة سالمين 13:57 21 أكتوبر 2021

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، رحم الله أختك رحمة واسعة، وغفر الله لها جميع ذنوبها، ولعلّ لها من الحسنات التي تؤهلها لرحمة الله وعفوه؛ فأكثري من ذكر حسناتها، وحاولي أن تطلبي المسامحة لها ممن كانت تكثر غيبتهم.


أما بخصوص استفسارك فاعلمي -يا أختي- أن الغيبة من الذنوب العظيمة؛ لِما فيها من الاعتداء على الآخر، أما عقوبته في القبر فقد ثبت عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنّه قال:


(مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ المَدِينَةِ، أَوْ مَكَّةَ، فَسَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ فِي قُبُورِهِمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُعَذَّبَانِ، ‌وَمَا ‌يُعَذَّبَانِ ‌فِي كَبِيرٍ، ثُمَّ قَالَ: بَلَى، كَانَ أَحَدُهُمَا لَا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ، وَكَانَ الآخَرُ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ)، أخرجه البخاري.


وقد يُقال هذا الحديث في النميمة، والجواب: لا يمكن أن تتمّ النميمة بدون غيبة، فالنميمة تتضمن الغيبة، ولهذا عنون البخاري لهذا الحديث بعنوان: (باب عذاب القبر من ‌الغيبة ‌والبول)، وقد جاء في بعض الروايات: (كَانَ أَحَدُهُمَا لَا يَسْتَنْزِهُ مِنَ الْبَوْلِ، وَكَانَ الْآخَرُ ‌يُؤْذِي ‌النَّاسَ ‌بِلِسَانِهِ، وَيَمْشِي بَيْنَهُمْ بِالنَّمِيمَةِ)، رواه ابن حبان عن أبي هريرة، وهو صحيح.


وقد بيّنت هذه الرواية أنه لم يكن مغتابا فحسب، بل يؤذي الناس بلسانه، والغيبة هي مما يتأذى منه الناس، وفي رواية أخرى عن أبي بكرة -رضي الله عنه- صرّح بأنه يعذب في الغيبة: (إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ فِي ‌الْغِيبَةِ ‌وَالْبَوْلِ)، رواه أحمد وهو صحيح.


وجاء في الحديث عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لما عُرج بي مررتُ بقوم لهم أظفارٌ من نُحاسٍ يخمُشونَ بها وجُوهَهُم وصدُورَهُم، فقلت: مَن هؤلاء يا جبريلُ؟ قال: هؤلاء الذين ‌يأكلُون ‌لحومَ ‌الناس، ويقعونَ في أعراضِهِم)، أخرجه أبو داود في السنن، وهو صحيح.


وهذه العقوبة ذكرها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رحلة الإسراء والمعراج؛ أي قبل قيام الساعة، والعذاب الذي يكون قبل الساعة هو عذاب القبر، والله -تعالى- أعلم.


فادعِ الله لها بأن يعفو عنها، وأنصحكِ بالإكثار من الدعاء لها بالمغفرة، والتصدّق عنها، وإن استطعتِ عمل صدقة جارية عنها علّ الله يرحمها ويعفو عنها.

0

لماذا كانت الإجابه غير مفيده
0/ 200
لقد تجاوزت الحد الأقصى من الحروف المسموحة
رجوع
أسئلة ذات صلة