ماذا رأت أم الرسول عند ولادته؟

جاء فى السيرة كثير من الأمور حول ولادة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ومنها ما هو صحيح، أي أنّه ثابت في أحاديث وآثار لها أسانيد وقال العلماء بصحّتها، ومنها ما هو ليس بصحيح والبعض يذكره بلا سند أو يكون له سند ويحكم العلماء بضعفها، وعلى العموم فإنّ هذه المسائل ممّا تعدّدت أقوال أهل العلم فيه.

وأما ما رأته أم الرسول صلى الله عليه وسلم آمنة بنت وهب فهو نور خرج منها أضاءت له قصور الشام، والدليل على أنّها رأت ذلك فيما يأتي:

1. عن العرباض بن سارية -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنِّي عندَ اللهِ مَكتوبٌ بخاتَمِ النَّبيِّينَ وإنَّ آدَمَ لِمُنْجَدِلٌ في طينتِه وسأُخبِرُكم بأوَّلِ ذلك: دعوةُ أبي إبراهيمَ وبِشارةُ عيسى ورؤيا أمِّي الَّتي رأَتْ حينَ وضَعَتْني أنَّه خرَج منها نورٌ أضاءَتْ لها منه قصورُ الشَّامِ). وهذا حديث صحيح لغيره أخرجه ابن حبّان، وأخرجه الإمام أحمد في المسند والحاكم في المستدرك.
2. وفي رواية إسنادها جيّد ذكرها ابن كثير في تفسيره أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (ورأت أُمِّي حينَ حَمَلَتْ بي كأنَّهُ خرجَ منها نورٌ أضاءَتْ لهُ قصورُ بُصرَى مِن أرضِ الشَّامِ).

كما أورد العلماء في كتب السيرة آثارًا عن السيّدة آمنة بنت وهب، وما قالته للسيّدة حليمة السعدية عندما جاءت برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وردّته إلى أمّه بعد ما حصل معه في حادثة شقّ الصدر وخوفها عليه فى حوار طويل بينهما، قالت السيدة أمنة بنت وهب للمرضعة حليمة السعدية: "ألا أخبركما عنه! إنّي حملت به فلم أرَ حملًا كان أخفّ ولا أعظم بركةً منه، ثمّ رأيت نورًا كأنّه شهاب خرج مني حين وضعته أضاءت لي أعناق الإبل ببصرى".