في أي عام وقعت غزوة مؤتة؟

حياك الله السائل الكريم ونفع الله بك، بدايةً وقعت غزوة مؤتة في زمن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في السنة الثامنة من الهجرة في بلدة مؤتة، وتحديدًا في كرك الأردن، وكانت أول معركةٍ خاضها المسلمون خارج حدود الجزيرة العربية.

وسبب الغزوة أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أرسل الصحابي الجليل الحارث بن عمير -رضي الله عنه- بكتابٍ إلى ملك البصرى، فاعترض طريقه شرحبيل بن عمرو الغسّاني، وقام بقتله.

وعندما علم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بما حدث مع رسوله الحارث بن عمير، جهّز جيشاً من ثلاثة آلاف مقاتل، وجعل الصحابي الجليل زيد بن حارثة قائدًا عليهم، فإن استشهد فجعفر بن أبي طالب، فإن استشهد فعبدالله بن رواحة -رضي الله عنهم جميعاً-.

وعندما وصل المسلمون إلى أرض معان، علموا بوصول هرقل إلى أرض البلقاء، فانطلقوا إليهم، وعندما وصلوا إلى أرض مؤتة، وكان عدد جيش الروم مئة ألف، وقُتل القادة الثلاثة في المعركة، أمّر المسلمون خالد بن الوليد -رضي الله عنه- قائدًا عليهم.

وفتح الله -تعالى- على يديه، وصمد الجيش الإسلامي، ونجح الجيش المسلم باعتماد خالد بن الوليد -رضي الله عنه- على مبدأ الحرب النفسيّة، إذ قام بخطةٍ تُوهِم المشركين بوصول مددٍ من الجنود من عند رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.

وكانت الخطة بتبديل صفوف الميمنة والميسرة، ومقدمة الجيش مع الصفوف المتأخرة، وعندما تبدّلت الوجوه تَوَهَّم الأعداء أنّهم جنودٌ جدد، فخاف الجيش من مواجهة قوةٍ جديدةٍ ولم يلحقوا بالمسلمين، مع العلم أنّ غزوة مؤتة كانت من الغزوات التي لم يشارك فيها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مباشرة، لكنّه تم تسيير الجيش بأمر منه -صلّى الله عليه وسلّم-.