أين وقعت غزوة مؤتة؟

وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته، صحيحٌ ما ذكرتَ أخي السّائل حول أنَّ معركة اليرموك ومعركة مؤتة؛ وقعت في المملكة الأردنية الهاشمية، وموقع غزوة مؤتة هو جنوب الأردنّ، في بلدة مؤتة في المزار الجنوبي في محافظة الكرك، ومكانها معروفٌ هناك باسم المَشهد، وأضرحة الصّحابة الذّين استشهدوا في هذه المعركة لا تزال في تلك المنطقة.

ومعركة اليرموك هي أيضاً من المعارك التي وقعت في الأردن؛ في الجهة الشمالية من أرض المملكة، قرب نهر اليرموك الذي يُعدّ جزءاً من نهر الأردن، وهي حالياً في محافظة إربد، وتسمّى المنطقة بالحابية، أو سحم الكفارات تحديداً، وهي من المعارك التي كانت ضدّ الروم.

وفيما يخصُّ غزوة مؤتة؛ فقد وقعت في السنة الثامنة للهجرة، بين المسلمين والرّوم؛ وذلك بعد أن أقدم أحد المُوالين للرّومان وهو شُرحبيل الغساني بقتل رسول رسول الله، وهو الحارث الأزدي، الذي كان يحمل رسالة لملك البصرى.

وهذه مخالفةٌ واضحةٌ لما كان سائداً من أنّ الرّسل لا تُقتل، فحشد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حشوداً لتأديبهم، في أوّل مواجهةٍ تكون لهذه القوّة العظمى وهي الرّوم، وخرج للقتال ثلاثة آلاف مقاتلٍ، بينما كان عدد الرّوم أضعافاً مضاعفةً.

إنّ غزوة مؤتة من المعارك التي لم يشهدها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، لكنّه عيّن قادتها الثلاثة من المدينة المنورة قبل انطلاقهم، وهم: زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة -رضي الله عنهم-، فانطلقوا لمواجهة الرّوم.

ولمّا استشهد القادة الثلاثة، اختار المسلمون خالد بن الوليد -رضي الله عنه-، الذي قلب موازيين الحرب بحنكته ودهائه، وكانت الغلبة للمسلمين على يده، دون وقوع خسائر كبيرة في صفوف المسلمين، بينما كان عدد قتلى الرّومان كبيراً، وغنم المسلمون منهم غنائم كثيرة.