0

بماذا يفسر تعدد الديانات والعبادات في شبه الجزيرة العربية؟

أريد أن أطرح سؤالا مهما بالنسبة لي، وأرجو الرد عليه، وهو عن تعدد الديانات في منطقة شبه الجزيرة العربية، بماذا يفسر تعدد الديانات والعبادات في شبه الجزيرة العربية؟

10:24 04 يناير 2022 2245 مشاهدة

0

إجابات الخبراء (1)

0

إجابة معتمدة
عبدالرحمن أبويابس
عبدالرحمن أبويابس . الشريعة
تم تدقيق الإجابة بواسطة رنا عتيق 10:24 04 يناير 2022

حياك الله أخي السائل، في البداية لا بد من التذكير بأنَّ الأصل في الديانات السماوية أنّهَا واحدة، لأنَّ جميع الديانات تدعو إلى التوحيد، بدليل قول الأنبياء لأقوامهم: (يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ). "الأعراف: 84"


ومِلَّة الأنبياء كلهم تسمى إسلامًا على الأشهر لقوله -تعالى-: (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللهِ الإِسْلاَمُ)، "آل عمران: 19" ولقول إبراهيم -عليه السلام-: (أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)، "البقرة: 131" ووصية يعقوب لبنيه: (فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ). "البقرة: 132"


وما حصل من اختلاف بينها إنَّما كان في التشريعات والأحكام؛ من أجل ذلك سمى الله -تعالى- الأنبياء من قبل مسلمين وسُمى الدين الإسلام، وتسميتها بالتسميات المختلفة المعروفة كان من باب نسبتها إلى أقوامها، ومع تقادم الزمان تعرضت هذه الأديان إلى التحريف والتبديل، فلعبت بها أهواء البشر، وخطَّتها أيديهم على غير ما أنزلت.


أما عن سبب تعدد الديانات والعبادات في الجزيرة العربية، فهو بلا شك بسبب روح الرحمة والتسامح تجاه أتباع الديانات الأخرى من غير المسلمين، والتي تجلت في حرية الاعتقاد والعبادة، فلم يُجبِر الإسلامُ الناسَ ولم يُكرِههم على الدخول فيه، بل ترك لهم حرية اختيار الاعتقاد الذي يريدونه؛ فقال -عز وجل-: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ﴾. "البقرة: 256"


ولقد حرص المسلمون على دعوة الناس إلى الإسلام وعَرْضه عليهم من دون إكراه وإجبار، ولقد تجلَّت الحرية في الاعتقاد والعبادة التي أتاحها الإسلامُ لغير المسلمين في المجتمع المسلم، فأهل الكتاب مثلًا منذ فجر الإسلام وهم أحرار في عقيدتهم وعبادتهم وإقامة شعائرهم في كنائسهم بضوابط تحت ظل الدولة المسلمة.


والمسلمون لم يَفرِضوا على الشعوب المغلوبة الدخولَ في الإسلام؛ فالمسيحيون والزرادشتية واليهود سُمِح لهم جميعًا دون أي عائق يَمنعهم بممارسة شعائر دينهم، وترَك المسلمون لهم بيوت عبادتهم وأديرتهم وكهنتهم وأحبارهم دون أن يَمسُّوهم بأدنى أذى.


فلعلّ كل ذلك الذي ذكرناه هو السبب كما رأينا في تعددية الديانات السماوية والعبادات في الجزيرة العربية إلى يومنا هذا، بينما لو تعامل المسلمون كما تعامل غيرهم من أصحاب الديانات بعنف ووحشية مع المُخالف لهم بالمعتقد لاندثرت هذه الديانات ولم يبق لها أي أثر.

0

لماذا كانت الإجابه غير مفيده
0/ 200
لقد تجاوزت الحد الأقصى من الحروف المسموحة
رجوع