بما أنّ المسيحية واليهودية عبارة عن ديانات سماوية منزلة من عند الله، كما أن كتبهم منزلة من عند الله عز وجل، فهل يعد أهل الكتاب من النصارى واليهود كفار؟
0
بما أنّ المسيحية واليهودية عبارة عن ديانات سماوية منزلة من عند الله، كما أن كتبهم منزلة من عند الله عز وجل، فهل يعد أهل الكتاب من النصارى واليهود كفار؟
0
0
حياك الله السائل الكريم، إن اليهود والنصارى أصحاب ديانات سماوية من حيث الأصل، وكتبهم -وهي التوارة والإنجيل- منزّلة من عند الله من حيث الأصل، ولكن اليهود والنصارى على نوعين هما:
هم اليهود والنصارى الذين كانوا قبل بعثة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وثبتوا على دين موسى وعيسى -عليهما السلام- قبل تحريفهما وتبديلهما، وكانوا موحّدين لله -تعالى- متّبعين للدّين الحق الذي جاءت به الرسل، فهؤلاء مؤمنون ومن أهل الجنة.
وعليك أن تعلم أن المسلمين من بني إسرائيل من أمة موسى -عليه السلام -هم أكثر الأمم يوم القيامة بعد أمة نبينا -عليه الصلاة والسلام- دخولاً الجنة، حتى إن النبي -عليه الصلاة والسلام- يظنّهم أمّته عندما يراهم لكثرتهم.
وهم اليهود والنصارى الذين بدّلوا وغيّروا دين سيدنا موسى وعيسى -عليهما السلام-، وحرّفوا التوراة والإنجيل المنزّلة، وأدخلوا فيها ما ليس منها، وأدخلوا الشرك والتثليث على دينهم، أو الذين رفضوا الإيمان بنبوة محمد -صلى الله عليه وسلم- والانقياد له والدخول في دينه، فهؤلاء كفار بنص القرآن والسنة وإجماع الأمة.
قال الله -تعالى-: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّـهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ* لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّـهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلَّا إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ). "المائدة : 72-73"
وثبت في الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لا يَسْمَعُ بي أحَدٌ مِن هذِه الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، ولا نَصْرانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ ولَمْ يُؤْمِنْ بالَّذِي أُرْسِلْتُ به، إلَّا كانَ مِن أصْحابِ النَّارِ). "أخرجه مسلم"
حيث إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُقْسِم في هذا الحديث الصحيح على كفر كلّ يهوديٍّ أو نصرانيّ يسمع ببعثته، ثم يموت وهو غير مؤمن به، وجميع الشرائع قد نُسخت ببعثة محمد -عليه السلام-؛ لذا فكل إنسان وُجد بعد بعثة نبينا وجب عليه الإيمان به، والدخول في دينه، وإلا كان كافراً ولو ادّعى إيمانه بسائر الأنبياء.
أما اليهود والنصارى الذين كانوا قبل بعثة نبينا -عليه السلام- وكانوا على شِرعة موسى وعيسى -عليهما السلام- الصحيحة قبل التحريف، أو الذين كانوا مع موسى -عليه السلام-، أو الذين كانوا مع عيسى -عليه السلام- فهؤلاء مسلمون مؤمنون.
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.