قرأت قصة جميلة ومؤثرة عن قصة إسلام والدة أبي هريرة، وعن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لها، وأن هذا الدعاء كان سبب هدايتها، وشرح صدرها إلى الإسلام، ولكني لا أعرف بالأساس كيف أسلم أبو هريرة، فما هي قصة إسلام أبي هريرة؟
1
قرأت قصة جميلة ومؤثرة عن قصة إسلام والدة أبي هريرة، وعن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لها، وأن هذا الدعاء كان سبب هدايتها، وشرح صدرها إلى الإسلام، ولكني لا أعرف بالأساس كيف أسلم أبو هريرة، فما هي قصة إسلام أبي هريرة؟
1
1
حياك الله -تعالى- السائل الكريم، ونشكر حرصك لتعلم كل ما فيه خير، أسلم أبو هريرة على يد الصحابي الطفيل بن عمرو الدوسي -رضي الله عنه- في السنة السابعة للهجرة، وعندما قدم إلى المدينة كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بخيبر، فكان إسلامه -رضي الله عنه- بين الحديبية وخيبر.
وكان الطفيل قد دعا قومه للإسلام لكنهم لم يستجيبوا له، وأخرج البخاري فى صحيحه: (جاء الطُّفَيْلُ بنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: إنَّ دَوْسًا قد عصَتْ وأبَتْ، فادْعُ اللهَ عليهم، فاستقْبَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ القِبلةَ، ورفَعَ يَدَيْه، فقال النَّاسُ: هلَكوا، فقال: اللَّهمَّ اهْدِ دَوْسًا وائْتِ بهم، اللَّهمَّ اهْدِ دَوْسًا وائْتِ بهم).
فعاد الطفيل بن عمرو الدوسي إلى اليمن، ودعا قومه فأسلموا، وقدم إلى المدينة سبعون أو ثمانون منهم، ومن بينهم أبي هريرة، وهو أبو هريرة الدوسي الأزدي اليماني من دوس بن عدنان بن عبد الله بن زهران، وهو صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كان من كبار الصحابة، وقد أجمع أهل الحديث على أن أبا هريرة كان من أكثر الصحابة روايةً وحفظاً لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وكان الناس يدعونه في الجاهلية عبد شمس فلما أكرمه الله -تعالى- بالإسلام أصبح اسمه عبد الرحمن، وكان ذلك بعدما سأله الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن اسمه فأجاب عبد شمس، فقال -عليه الصلاة والسلام-: بل عبد الرحمن، فقال: نعم عبد الرحمن بأبي أنت وأمي يا رسول الله.
أمّا كنيته بأبي هريرة؛ فقد كان له في طفولته هرة يحملها ويعتني بها، وكان رسول الله يدعوه أبا هر فنسبوه إليها، وفي رواية عن أبي هريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (دخلتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فوجد لبنًا في قدحٍ فقال: أبا هرٍّ الْحَقْ أهلَ الصفةِ فادعُهم إليَّ)، أخرجه البخاري.
وعندما وفد أبو هريرة مع جموع قومه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالمدينة لازمه في حلِّه وترحاله وفي ليله ونهاره، فمنذ أن قَدِم إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- لم يُفارقه قط، وقد انقطع الفتى الدوسي لخدمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصحبته؛ فاتّخذ المسجد مقاماً والنبي -عليه السلام- مُعلماً وإماماً؛ إذ لم يكن له في حياة النبي زوج ولا ولد.
وكان أحفظ أصحاب النبي وألزمهم له، وفي سنواتٍ قليلة حصّل من العلم ما لم يُحصِّله أحدٌ غيره، ولم يكن له أحدٌ سوى أُمه العجوزالتي أصرّت على الشرك، فكان لا يملّ من أن يدعوها إلى الإسلام إشفاقاً عليها وبراً بها، حتى أتى الرسول -عليه السلام- ليدعو الله لها، فقال -عليه الصلاة السلام-: (اللَّهُمَّ اهْدِ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ)، أخرجه مسلم عن أبي هريرة وقال: صحيح، فأكرمه الله -تعالى- باستجابة الدعاء وإسلامها.
1
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.