عندما كنت أسمع باسم الصحابي أبي هريرة كنت أشعر أن اسمه غريب، فسألت أحد أصدقائي عن سبب تسميته بهذا الاسم، فقال لي إن ذلك يعود إلى قصته مع الهرة التي كانت لديه، فما هي قصة أبو هريرة والهرة؟
0
عندما كنت أسمع باسم الصحابي أبي هريرة كنت أشعر أن اسمه غريب، فسألت أحد أصدقائي عن سبب تسميته بهذا الاسم، فقال لي إن ذلك يعود إلى قصته مع الهرة التي كانت لديه، فما هي قصة أبو هريرة والهرة؟
0
1
أهلًا ومرحبًا بك السائل الكريم، وبارك الله فيك على طرحِك لهذا السؤال، وجزاك الله كلَّ خيرٍ، اعلم أخي الكريم أنَّ أبا هريرةَ ليس إلَّا لقبًا لقبَّوه صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لرجلٍ مسلمٍ منهم، وبناءً على ذلك فهو ليس اسماً لهذا الصحابيِّ؛ وإنَّما هو مجرد لقبٍ اشتُهر وعُرفَ به، وبالفعلِ إنَّ لهذا اللقبَ قصةٌ سأسردها عليك.
وقصةُ هذا اللقب يرجع إلى هرةٍ صغيرةً كان هذا الصحابيِّ الجليلِ يعتني بها ويرعاها، ويُحسنُ إليها، ويُعاملها بما يليق بالإنسانِ المؤمنِ وكانت هذه الهرةُ تُلازمه فتذهب معه إلى كلِّ مكانٍ، وكان يحملها في كُمِّ جلبابه.
وقد ورد عن عبيد بن أبي رافع -رضي الله عنه- أنَّه قال: (قلتُ لأبي هريرةَ لم كُنِّيتَ بأبي هريرةَ؟ قال: كنتُ أرعى غنمَ أهلي وكانت لي هِرَّةٌ صغيرةٌ فكنتُ أضعُها بالليلِ في شجرةٍ وإذا كان النهارُ ذهبتُ بها معي فلعبتُ بها فكنُّوني أبا هريرةَ). حديث إسناده حسن ذكره ابن حجر العسقلاني في كتابه الإصابة.
واعلم أخي الكريم، بالرغمِ من أنَّ أبا هريرةَ هو الاسمُ المشهورِ عنه، إلَّا أنَّه -رضي الله عنه- كان يُفضِّل مناداته بأبي هرٍ؛ إذ إنَّ هذا اللقب هو الذي أطلقه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليه، وقد طلب ذلك بنفسه من الصحابةِ الكرام -رضوان الله عليهم- حيث قال: (لا تُكنُّونِي أبا هريرةَ، فإنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وآلِه وسلَّمَ- كنَّاني أبا هرٍّ، والذكرُ خيرٌ من الأُنْثى). حديث إسناده حسن ذكره ابن حجر العسقلاني في كتابه الإصابة.
وقد اشتُهر هذا الصحابيِّ الجليلِ بهذا اللقبِ، إلى درجةِ أنَّك عند تتبعِ الأحاديث النبوية المرويّةِ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التي كان يُخاطبُ بها هذا الصحابيِّ الجليلِ، فتجدَ أنّ النبيَّ يُخاطبه بلقبه أبي هريرةَ لا باسمه، والأمثلة في ذلك كثيرة.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا أبا هريرةَ! كُنْ وَرِعًا تَكُنْ من أَعْبَدِ الناسِ، وارْضَ بما قسم اللهُ لكَ تَكُن من أَغْنَى الناسِ، وأَحِبَّ للمسلمينَ والمؤمنينَ ما تُحِبُّ لنفسِكَ وأهلِ بيتِكَ، واكْرَهْ لهم ما تَكْرَهُ لنفسِكَ وأهلِ بيتِكَ تَكُنْ مؤمنًا، وجاوِرْ مَن جاوَرْتَ بإحسانٍ تَكُنْ مُسْلِمًا، وإياكَ وكثرةَ الضَّحِكِ؛ فإنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ فسادُ القلبِ). حديث صحيح أورده الألباني في كتاب صحيح الجامع.
ومما يدلُّ أيضاً على أنَّ أبا هريرةَ -رضي الله عنه- اشتُهرَ بلقبه هذا دونَ اسمه: أنَّ أهل العلمِ قد اختلفوا باسمه على أكثرِ من ثلاثين قول، وإنَّ أرجحَ هذه الأقوال أنه عبد الرحمن بن صخرِ الدوسيِّ، وقد أسلمَ هذا الصحابي في السنةِ السابعةِ للهجرةِ، ولازمَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى أنَّه كان من أكثر الصحابةِ روايةً للحديث النبوي الشريف -رضي الله عنه-.
1
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.