حياك الله أيتها السائلة الكريمة، نشكرك على هذا السؤال المهم، وستكون الإجابة فيه موجهة إلى أهل زوجك، ثم إلى زوجك، ثم إليك، على النحو الآتي:
- إلى أهل الزوج
اعلموا أنه لا يوجد آيةٌ قرآنيةٌ ولا حديثٌ نبويٌ يُوجب على المرأة خدمة أهل زوجها، وإنْ أوجب العُرف ذلك؛ فهذا عُرفٌ ظالمٌ يُخالف الشريعة الإسلامية ومقاصدها، فالأولى منكم إذا خدمتكم زوجة ابنكم أو أخيكم أن تشكروها؛ فالكلمة الطيبة صدقة، وإياكم أن تجبروها على خدمتكم، أو تطلبوا منها ما يشق عليها؛ فيثير ذلك النزاع والشقاق، أو الكره والبغضاء.
- إلى الزوج
من المعلوم أنّك أيها الزوج الفاضل تُريد أنْ تبر أهلك، وأنْ تُهوِّن عليهم مسؤوليات الحياة، لكن برّهم واجبٌ عليك أنت، وليس في ذلك إلزامًا لزوجتك؛ وطالما أنّك تعلم أن خدمة زوجتك لأهلكَ ليست واجبة عليها، فلا يجوز لك إجبارها على خدمتهم، بل اطلب منها ذلك بلينٍ وحبٍّ وحكمة.
فإن أبت فهذا حقها ولا يجوز أن تعاقبها على ذلك بالتقصير في حقوقها، فإن وافقت على خدمتهم؛ فَزِد شكرها وإحسانك إليها، وأنصحك بالحكمة والتروي، والتوفيق بين أهلك وزوجتك.
- إلى الزوجة
إنّ معرفة الواجبات والحقوق أمرٌ مهمٌ في التعامل مع الأفراد، خاصة عند الاختلاف، لكن الحياة الزوجية السعيدة لا تقوم عليهما فقط، بل تقوم أيضًا على الفضل والإحسان؛ فإن إحسانك لأهل زوجك إحسانٌ له، وأجر الإحسان للزوج عظيمٌ، فأحسني إلى أهل زوجك؛ وخاصة إذا كانوا مرضى أو كبارًا في السن، وتذكَّري قول الله -تعالى-: (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ). "الزلزلة: 7"